أفادت مصادر محلية ونشطاء بأن عدداً من المتظاهرين أصيبوا يوم الجمعة إثر هجوم شنته عناصر هيئة تحرير الشام على الاحتجاجات في مناطق تحت سيطرتها بريف إدلب. بدأت هذه الاحتجاجات قبل ثلاثة أشهر، مطالبة بتنحي زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني، وإجراء إصلاحات واسعة، وإطلاق سراح المعتقلين والناشطين، وتفكيك جهاز الأمن العام، وفتح الجبهات مع ميليشيات الأسد.
وأوضحت المصادر أن التظاهرات اندلعت في مناطق متعددة من شمال غرب سوريا، من بينها معرة مصرين، بنش، حزانو، كفرلوسين، دير حسان، وأريحا، إلى جانب مخيمات النازحين، والأتارب ودارة عزة بريف حلب الغربي. على الرغم من محاولات هيئة تحرير الشام قطع الاتصالات بين هذه المناطق عبر الحواجز العسكرية، استمرت الاحتجاجات.
بدأت الاعتداءات عندما حاول المتظاهرون الوصول إلى مدينة إدلب للمشاركة في تظاهرة كبرى دعا إليها النشطاء، احتجاجاً على الاعتداء على معتصمين سلميين أمام المحكمة العسكرية يوم الثلاثاء. استخدمت عناصر الهيئة الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع في بنش وجسر الشغور بريف إدلب، ثم اعتدت على المتظاهرين بالضرب بالعصي ودهسهم بالمصفحات، مما أدى إلى إصابة العديد منهم ونقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
هذه التطورات تأتي في وقت تعاني فيه هيئة تحرير الشام من أزمة متعددة الجوانب منذ صيف العام الماضي، نتيجة صراعات داخلية بين أجنحتها، بما في ذلك اغتيال أبو ماريا القحطاني، الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة، وانشقاق أبو أحمد زكور، أحد الشخصيات الرئيسية داخل الهيئة.
وفي لقاء مع وجهاء إدلب يوم الأربعاء، دعا أبو محمد الجولاني إلى وقف التظاهرات ضده في المناطق التي يسيطر عليها، مشيراً إلى أن بعض الأفراد يسعون لخلق صورة سلبية عنه. وأكد أن الوقت الذي يسمح فيه بتوسيع نطاق المطالب قد انتهى، وأن المطالب الأساسية قد تم تلبيتها، مشدداً على ضرورة عودة الحياة إلى طبيعتها. وأضاف أنه استخدم “لغة الحوار” للتعامل مع مطالب المتظاهرين في السابق كجزء من استراتيجية الهيئة.
وفي سياق آخر، أفاد نشطاء أن اجتماعاً عُقد اليوم السبت بين “هيئة تحرير الشام” و”تجمع دمشق”، حيث تم الاتفاق على تسليم بعض المشاركين في احتجاجات الجمعة للهيئة بعد اتهامهم بالاعتداء على عناصرها بالحجارة وإصابة أفراد الأمن التابعين لها. كما أشار النشطاء إلى أن اجتماعاً آخر سيُعقد اليوم مع قيادة “فصيل جيش الأحرار” بهدف سحب عناصر الفصيل من التظاهرات وضمان عدم تدخلهم في الحراك الشعبي.
من جهة أخرى، أدان “المجلس الإسلامي السوري” اليوم استخدام هيئة تحرير الشام للقوة في تفريق اعتصام المتظاهرين. وأكد على ضرورة الإستجابة لمطالب المعتصمين، و إطلاق سراح المعتقلين.
وإن استخدام الهيئة لهذه الأساليب القمعية يذكرنا بتصرفات ميليشيات الأسد في بداية الثورة، محذراً من النتائج السلبية لسياسة القمع. وأكد ” المجلس الإسلامي السوري ” أن الشعب السوري لم يخرج في ثورته ليستبدل طغاة بآخرين يمارسون نفس الظلم والقهر
اقرأ أيضاً: “تحرير الشام” تهدد بالتصدي بحزم للمحتجين في إدلب
يعكس إنشاء مركز متخصص للإخصاب في مناطق شمال غرب سوريا التزام القطاع الصحي بتقديم أفضل…
اعتقلت قوات إسرائيلية متوغلة داخل الأراضي السورية شخصاً في ريف القنيطرة.
شنت ميليشيا قسد حملة دهم واعتقالات في ريف دير الزور الشرقي.
اعترف نظام الأسد بسقوط عشرات القتلى والجرحى، جراء قصف إسرائيلي شرق حمص.
أفرجت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري عن شابين يافعين من أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا،…
في السنوات الأخيرة، شهد الشمال السوري تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والاقتصادي، حيث تأثرت الحياة…