سوريا

انتهاكات ترتكبها فرقة سليمان شاه في عفرين، وممثلها في الائتلاف الوطني ينفي جميع الاتهامات

تتواصل الانتهاكات بحق مزارعي عفرين من قِبَل الفصائل العسكرية التابعة للجيش الوطني السوري، وذلك منذ سيطرة هذه الفصائل على المنطقة خلال عملية “غصن الزيتون” العسكرية في عام 2018. وقد صدرت عشرات التقارير الدولية التي توثّق هذه الانتهاكات، والتي تطال السكان الأصليين في المنطقة. وفقًا للتقارير الدورية والأخبار المتداولة، تتنوع الانتهاكات لتشمل حقوق السكن والأراضي والملكية، فضلًا عن فرض إتاوات تحت ذريعة الضرائب التي تُجبى من قبل كل فصيل.

أحد أبرز الفصائل المتورطة في هذه الانتهاكات هي “فرقة سليمان شاه” المعروفة باسم “العمشات”. تفرض هذه الفرقة، من خلال ما يُعرف بـ”اقتصادية الفصيل”، إتاوات على أصحاب أراضي الزيتون، حيث تُفرض 3.5 دولارات على كل شجرة زيتون ضمن نطاق سيطرتهم. ولم يقتصر الأمر على الزيتون، بل امتدت الإتاوات لتشمل محاصيل أخرى مثل أشجار العنب، السماق، والجوز. وقد حصلت وكالة الصحافة السورية على شهادات من مدنيين تؤكد فرض إتاوة على كل شجرة في قرى المعبطلي، ميركان، والباسوطة والمناطق المحيطة بها، وذلك تحت إشراف المسؤول الأمني في ناحية المعبطلي، الملقب بـ”أبو غازي”. تُفرض مبالغ تصل إلى 50 دولارًا على كل عائلة تمتلك هذه المحاصيل، ومن يرفض الدفع يتعرض لغرامة تصل إلى 100 دولار.

وفي حادثة أخرى، قام أبو غازي بفرض رسوم قدرها 100 دولار على أصحاب العقارات في ناحية معبطلي تحت ذريعة “دعم غزة”. ويواجه المدنيون الذين يرفضون الدفع عقوبات تصل للسجن في حال لم يدفع المدنيون.

تشمل الانتهاكات أيضًا إجبار المدنيين العرب في مناطق سيطرة الفرقة على الانضمام إلى صفوفها أو مغادرة المناطق التابعة لها، مما يترتب عليه نوع من التجنيد الإجباري للمدنيين.

وفي مدينة عفرين، لم يسلم أصحاب البسطات في ساحة الحرية من هذه الإتاوات، حيث يفرض المسؤول في الفرقة بـ”عفرين”، الملقب بـ”أبو حيدر عفر”، رسومًا على البسطات. كما استولت الفرقة على أحد الملاجئ في عفرين، بما في ذلك جميع مستلزماته مثل الأبواب، النوافذ، البلاط، والتمديدات الصحية.

من جهتها، تواصلت وكالة الصحافة السورية مع مدير المكتب السياسي وممثل الفرقة في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، السيد معتز رمضان، حيث قال: “نود أن نؤكد بشكل قاطع أن ما تم تداوله من اتهامات بحق فرقة سليمان شاه هو عارٍ عن الصحة. إن ما يُشار إليه بـ’فرض ضرائب’ على المحاصيل الزراعية في المنطقة لا يتعلق بأي شكل من الأشكال بجميع المزارعين، بل يقتصر على أولئك الذين ثبت انتماؤهم أو دعمهم لتنظيم PKK الإرهابي، والذي يشكل خطراً كبيراً على أمن واستقرار المنطقة.”

كما أضاف أن فرقة السلطان سليمان شاه قد قامت بتوكيل مزارعين من أقرباء المنتمين لحزب PKK الإرهابي لجني المحاصيل، وذلك على أن تكون لهم النسبة الأكبر من المحاصيل، بشرط أن يتولوا رعاية الأشجار وحرث الأرض. هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان استمرارية الإنتاج الزراعي مع تأمين حقوق المزارعين المستحقين، في الوقت الذي يتم فيه منع أي دعم مادي مباشر أو غير مباشر للتنظيمات الإرهابية.

وإن التدابير التي اتخذتها فرقة سليمان شاه تأتي في سياق حماية المجتمع المدني والحفاظ على الأمن، ولا تستهدف سوى الجهات التي تساهم في زعزعة الاستقرار من خلال دعمها لمنظمات إرهابية.

وأضاف رمضان: “في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها القوة المشتركة، انطلقت حملة تشجير جديدة للحفاظ على الثروة الحراجية. تستهدف الحملة في مرحلتها الأولى مداخل القرى والمدن وعلى طول الطرقات الرئيسية، مما يسهم في خلق واقع أكثر أمانًا وجمالًا. الحملة تشمل غرس 22 ألف شجرة في منطقة عقرين، ونؤكد استعدادنا للتعاون معكم وتزويدكم بأي معلومات إضافية قد تحتاجونها.”

ومع ذلك، تبقى مخاوف المدنيين في عفرين من تقديم أي شكوى ضد أي فصيل كي لا يتعرضوا لمضايقات أو تهم كيدية، إذ حصل في السابق أن تعرض العديد من المدنيين للسجن بعد تقديم شكاوى، بتهم كيدية مثل الانتماء للأحزاب الكردية أو التخابر مع جهات خارجية.

اقرأ أيضاً: “الابن السيء” فيلم يواصل حصد الجوائز ويروي معاناة السوريين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى