في ظل الحرب المستمرة في سوريا، تعاني إدلب من أزمة صحية جديدة تتعلق بالنفايات الطبية. هذه النفايات، التي تتجاوز قدرة المحارق المحلية، تشكل تهديدًا كبيرًا على صحة السكان والبيئة.
تتراكم النفايات الطبية في إدلب بمعدل يفوق قدرة المحارق المتاحة على معالجتها. وتشمل هذه النفايات الإبر والأدوية المنتهية الصلاحية والمعدات الطبية المستخدمة، وكلها تحتوي على مواد خطرة يمكن أن تسبب أمراضًا خطيرة إذا لم تُعالج بشكل صحيح. ومع تزايد عدد المصابين والجرحى نتيجة النزاع، تزداد كمية النفايات الطبية بشكل مستمر.
هناك عدة عوامل تساهم في تفاقم هذه الأزمة. البنية التحتية الصحية في إدلب مدمرة بشكل كبير، مما يجعل من الصعب إدارة النفايات الطبية بفعالية. كما أن نقص التمويل والدعم الدولي يعيق جهود تحسين نظام إدارة النفايات. ويضاف إلى ذلك الافتقار إلى الوعي والتدريب بين العاملين في المجال الصحي حول كيفية التعامل مع النفايات الطبية بشكل آمن.
النفايات الطبية غير المعالجة تشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة. يمكن أن تؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية، وتلوث المياه والتربة، وتسبب أضرارًا بيئية طويلة الأمد. الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة لهذه المخاطر بسبب ضعف جهازهم المناعي.
النفايات الطبية تحتوي على مواد بيولوجية خطرة مثل الدم والسوائل الجسدية التي يمكن أن تنقل الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV). بعض النفايات الطبية تحتوي على مواد كيميائية سامة يمكن أن تسبب تسممًا حادًا أو مزمنًا عند التعرض لها. الإبر والمعدات الحادة الأخرى يمكن أن تسبب إصابات جسدية خطيرة للعاملين في مجال الصحة وللأشخاص الذين يتعاملون مع النفايات بشكل غير صحيح.
النفايات الطبية غير المعالجة يمكن أن تتسرب إلى مصادر المياه الجوفية والسطحية، مما يؤدي إلى تلوث المياه المستخدمة للشرب والزراعة. المواد الكيميائية والبيولوجية في النفايات الطبية يمكن أن تتسرب إلى التربة، مما يؤثر على جودة التربة وصحة النباتات. حرق النفايات الطبية بشكل غير صحيح يمكن أن يطلق مواد سامة في الهواء، مما يؤثر على جودة الهواء وصحة السكان.
لمواجهة هذه الأزمة، يجب اتخاذ خطوات عاجلة. يجب تعزيز البنية التحتية الصحية في إدلب من خلال بناء محارق جديدة وتحديث المحارق الحالية. كما يجب توفير التمويل والدعم الدولي لتحسين نظام إدارة النفايات. إضافةً إلى ذلك، يجب تنظيم حملات توعية وتدريب للعاملين في المجال الصحي حول كيفية التعامل مع النفايات الطبية بشكل آمن.
يجب بناء محارق جديدة تتوافق مع المعايير الدولية لمعالجة النفايات الطبية بشكل آمن وفعال. يجب تحديث المحارق الحالية لتكون قادرة على التعامل مع الكميات المتزايدة من النفايات الطبية. كما يجب على المجتمع الدولي تقديم الدعم المالي والتقني لتحسين نظام إدارة النفايات في إدلب، إضافةً إلى تنظيم حملات توعية وتدريب للعاملين في المجال الصحي حول كيفية التعامل مع النفايات الطبية بشكل آمن وفعال.
إن أزمة النفايات الطبية في إدلب تتطلب اهتمامًا فوريًا وحلولًا فعالة. من خلال التعاون بين المجتمع الدولي والسلطات المحلية، يمكننا تقليل المخاطر الصحية والبيئية وتحسين جودة الحياة للسكان في إدلب.
اقرأ أيضاً: هل هو التغيير الديموغرافي أم اللجوء؟