مقالات الرأي

الموحدون المسلمون الدروز اتهامات بين التكفير والانفصالية

منذ عام ١٠١٧ ميلادية تبلور مذهب التوحيد في حضن الدولة الفاطمية ,كانت خطيئة الموحدين المسلمين (الدروز) بنظر أتباع السلطات القبلية من أمويين وعباسيين
وهي السلطات الوراثية العائلية الحاكمة التي سيطرت على الأمة بمذهب الحزب الواحد أي مذهب الملّة المتغلبة تتلخص بتغليبهم العقل على النقل
ومنذ ذلك الزمن واجه القوم الاضطهاد والتقتيل والتهجير
كما كان تاريخهم حافلاً بالحروب في مواجهة الفرنجة الصليبيين على سواحل الشام
والمغول في معركة عين جالوت جنوب فلسطين عام ١٢٦٠ …
يقول بذلك الدكتور عباس أبو صالح وسامي مكارم في كتاب (تاريخ الموحدين الدروز في المشرق العربي)
كما اضطروا إلى
مواجهة العثمانيين الذين احتلوا بلاد العرب دمشق ١٥١٦ والقاهرة ١٥١٧ وهلم جرا…
لم يفكر الدروز يوماً بإقامة دولة تمثل فكرهم المذهبي
لأن راعي المذهب
الخليفة الإمام الفاطمي الحاكم بأمر الله أقر بحرية الاعتقاد في دولته وأن المرء
حر باختيار دينه ومذهبه يقول بهذا الدكتور المصري عبد المنعم ماجد في كتابه (الحاكم الخليفة المفترى عليه)
نجح المعنيون الدروز بإقامة دولة في الثلث الأول من القرن السابع عشر
بقيادة الأمير فخر الدين المعني الذي أعدمه العثمانيون عام ١٦٣٥
امتدت دولة فخر الدين من انطاكية شمال سورية حتى عريش مصر وقد تساوى في تلك الدولة جميع المواطنين من دروز وسنة وشيعة ومسيحيين ويهود وغيرهم
وكان اليهودي ابراهيم نحمياس واحداً من بين مستشاري فخر الدين
يقول بذلك مؤرخ الأمير فخر الدين وهو الخالدي الصفدي مؤرخ سني وليس درزياً
ولأول مرة في تاريخ الإسلام سُمح للمسيحيين أن يركبوا الخيول ويحملوا السلاح
نعم حصل ذلك في دولة بني معن التي كانت دولة مواطنة متساوية
وعندما احتل الفرنسيون سورية عام ١٩٢٠ قسموا سورية إلى دويلات طائفية سنية وعلوية ودرزية
رفض الدروز التطييف وقاموا بالثورة السورية الكبرى ١٩٢٥ بقيادة سلطان باشا الأطرش وسقط التدويل الطائفي على إثرها
وبعد حرب ١٩٦٧ وقف المعلم الشهيد المغدور كمال جنبلاط ضد مشروع دولة درزية وأفشله
وأما اليوم فإن الدروز يرفعون أعلامهم وبيارقهم التي اعتادوا أن يرفعوها كلما ظُلموا في وجه سلطة فاسدة ذات صبغة فئوية ورطت الطائفة العلوية التي طالما ظُلمت تاريخياً بمفاسد إدارتها للدولة السورية
إن رفع تلك البيارق لا يعني نزوعا انفصالياً لدى الدروز

بل هو يتم إلى جانب رفعهم علم الاستقلال ذي النجوم الحمر التي ترمز إلى دماء الشهداء ذلك العلم الذي أجمعت عليه سورية في سياق نضالها من أجل الاستقلال
وليس هو علم الانتداب كما يزعم أولئك الذين يجهلون تاريخ كفاح الشعب السوري من أجل الحرية
ورغم كل هذا لم يزل المغرضون يتّهمون
دعهم في ضلالهم يعمهون

شاهد أيضاً: الإقصاء و الثورة: منطلقات وتحديات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى