المجلس المحلي في إعزاز ينفي أنباء عن فتح معبر مع نظام الأسد

تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الخميس 27 حزيران، أنباءً عن قيام المجلس المحلي لمدينة إعزاز بريف حلب الشمالي بتحضيرات لفتح معبر تجاري مع مناطق نظام الأسد، وقد نفى المجلس ذلك، وجاء هذا بالتزامن مع تسيير قوافل تجارية تجريبية من معبر أبو الزندين الفاصل مع مناطق سيطرة نظام الأسد غربي مدينة الباب شرقي حلب، مما أثار غضبًا شعبيًا واعتراضًا على فتحه في المنطقة.

نفى رئيس المجلس المحلي لمدينة إعزاز محمد حمدان لوكالة الصحافة السورية، الأنباء حول قيام المجلس المحلي لمدينة إعزاز بتحضيرات لفتح معبر تجاري مع مناطق سيطرة نظام الأسد، وأكد أنه لا صحة لتلك الأنباء، وإنما هذه التحضيرات تأتي لتوسعة الطريق باتجاه مدينة عفرين بالقرب من حاجز “الشط” التابع للشرطة العسكرية، الذي يصل بين مدينتي إعزاز وعفرين.

وأضاف حمدان أن عملية الخدمات التي يقوم بها المجلس المحلي بالتوسعة عند حاجز “الشط” جاءت بهدف تخفيف الازدحام المروري على الحاجز ولتسهيل حركة المرور في المنطقة.

ومن جهته، أفاد مكتب إعزاز الإعلامي عبر حسابه على فيسبوك بمنشور نقلاً عن “المجلس المحلي”، بأن “الأعمال الخدمية قرب مفرق إعزاز – عفرين هي لتوسعة الطريق وتخفيف الازدحام المروري قرب حاجز الشط، وهذه الوصلة التي يتم فتحها ليس لها أي اتجاه جنوبي حيث طريق النظام في حلب، وتعد وصلة إضافية على طريق إعزاز – عفرين”.

ردود شعبية غاضبة عن افتتاح معبر أبو الزندين

فتح معبر “أبو الزندين” غربي مدينة الباب شرقي مدينة حلب مع مناطق سيطرة نظام الأسد وتسيير أول شحنة تجارية تجريبية أمس الخميس، بحسب ما نشره ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار حفيظة الوجهاء المقيمين في المنطقة، وسط غضب شعبي واعتراض على فتح المعبر.

أعرب الداعية الشيخ عبد الرزاق المهدي في بيانه عبر قناته الرسمية على تلغرام أمس الخميس، أن فتح المعابر مع نظام الأسد “حرام ولا يجوز”، مبينًا أن هذه الخطوة ستلحق مناطق الشمال السوري ضررًا كبيرًا، مستندًا في قوله إلى الحديث النبوي الشريف “لا ضرر ولا ضرار”، وذلك بدخول كميات كبيرة من الكبتاجون إلى مناطق الشمال، ونوه إلى وجود احتمالية طفيفة في فتحه “ولكن مفاسده أكبر وأعظم” واستند إلى القاعدة الشرعية الأصولية “درء المفاسد مقدم على جلب المصالح”.

وأشار المهدي إلى أن فتح المعبر له تداعيات خطيرة على مناطق سيطرة “المعارضة”، فهو يعني استمرار “احتلال ميليشيات النظام وحلفائه” على المناطق التي استولوا عليها مؤخرًا، وعدم وجود معركة ضد نظام الأسد في الوقت القريب، كما يعني إنقاذ النظام من أزمة خانقة، وهي “غلاء الأسعار ونقص السلع والمواد، وخاصة المحروقات وحتى الطحين والخبز”.

وأضاف الداعية المهدي إلى تلك التداعيات لفتح المعبر، التي “تعني تخفيف الحصار المفروض على نظام الأسد من خلال قانون “قيصر”، ووصول كميات كبيرة من “الكبتاجون” للمناطق المحررة عبر “الشبيحة” والتجار، والمستفيد الأكبر هو “النظام المجرم” والمستفيد الأصغر هم بعض التجار، والخاسر الأكبر هو الشعب الصابر المكلوم”.

وفي ذات السياق، قال مفتي مدينة إعزاز الشيخ محمود الجابر في فيديو مسجل عبر حسابه الرسمي على تطبيق فيسبوك، متسائلاً “ماذا سنستورد من مناطق نظام الأسد؟ وماذا يملك؟ ليس لديه غاز أو بترول، بل كل ما لديه حمضيات تأتي من مناطق الساحل، فماذا سيقدم سوى الكبتاجون والمخدرات والفاسدين وغير ذلك”.

وأردف الشيخ الجابر في تسجيله: “نحن لدينا كل شيء في مناطقنا، ومنها البضائع المستوردة من تركيا، وسنرى أرتالًا من الشاحنات التجارية تدخل مناطق سيطرة نظام الأسد لإنعاشه”، وأشار إلى أن النظام ما زال عليه عقوبات اقتصادية أمريكية (قانون قيصر)، وبالتالي فتح المعبر يعتبر تقديم مساعدة للنظام بتخفيف أعباء الضغط الاقتصادي عنه وإنقاذه من العقوبات الدولية المفروضة عليه، وهذا سيعطي مبررًا للمنظومة الدولية لتقول إن الثوار فتحوا معبرًا لإنقاذ نظام الأسد.

ويشار إلى أن المجلس المحلي لمدينة الباب، أعلن في منشور عبر منصة “فيسبوك”، في يوم الأربعاء الفائت 26 حزيران، إن معبر “أبو الزندين” التجاري سيفتح تجريبيًا خلال 48 ساعة القادمة، بهدف اعتماده كمعبر تجاري رسمي، وقد دعا هذا الإعلان ناشطين من أبناء وسكان المنطقة، إلى تنظيم احتجاج شعبي واعتصام داخل خيمة نصبوها على الطريق المؤدي للمعبر، بهدف منع عبور قوافل الشاحنات التجارية بين الطرفين.

اقرأ أيضاً: اتفاق بين الفصائل المحلية ونظام الأسد في السويداء