الليرة السورية تنتعش بعد سقوط نظام الأسد
تراوح سعر الصرف في دمشق بين 10 و12.5 ألف ليرة مقابل الدولار
شهدت الليرة السورية ارتفاعاً ملحوظاً أمام الدولار خلال اليومين الماضيين، مع تسجيل زيادة في قيمتها بنسبة تتراوح بين 20% و50% مقارنة بالسعر السابق.
وأفاد عاملون بالصرافة في دمشق بأن سعر الصرف بلغ اليوم السبت 12 كانون الأول، ما بين 10 آلاف و12,500 ليرة مقابل الدولار، بعد أن كان يصل إلى 15 ألف ليرة، ما يعكس تقلبات ملحوظة في السوق.
هذا الانتعاش في قيمة الليرة يأتي مع عودة آلاف السوريين الذين نزحوا إلى الخارج بعد استخدام نظام الأسد المخلوع العنف المفرط ضد المطالبين بإسقاط نظامه منذ آذار 2011، إلى جانب تخفيف القيود المفروضة سابقاً على تداول العملات الأجنبية، بما فيها الدولار والليرة التركية.
وكان النظام السابق يمنع التعامل بالعملات الأجنبية، مع عقوبات صارمة تصل إلى السجن على من يستخدمها في المعاملات اليومية.
وبعد نجاح فصائل المعارضة في دخول دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وفرار بشار الأسد من البلاد، أعلنت الحكومة الجديدة عن خطط لتحسين الوضع الاقتصادي، ومن بين أولوياتها رفع الأجور وتحسين الخدمات العامة، في محاولة لتعويض الانهيار الاقتصادي الذي تسبب به حكم عائلة الأسد خلال خمسة عقود، ولا سيما مع بداية الثورة عام 2011.
ووفقاً لتقارير دولية، تراجع الناتج المحلي الإجمالي لسوريا بأكثر من 85% بين عامي 2011 و2023، ليصل إلى 9 مليارات دولار، مع توقعات بانكماش إضافي بنسبة 1.5% هذا العام.
وتشير بيانات من البنك الدولي والأمم المتحدة إلى أن أكثر من 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر.
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولاً كبيراً، مع اتجاه سوريا نحو تبني نظام اقتصاد السوق والانفتاح على التجارة العالمية، بدعم إقليمي من دول مثل تركيا.
وأكد رئيس غرفة تجارة دمشق، باسل الحموي، أن الحكومة الجديدة تعتزم تبني نموذج السوق الحرة لتعزيز النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات، في تحول جذري عن النهج المركزي الذي اتبعه النظام السابق.
في ظل هذه التغيرات، تأمل الحكومة الجديدة أن تسهم سياساتها الاقتصادية في تحقيق انتعاش تدريجي وفتح آفاق جديدة للسوريين الذين عانوا طويلاً من آثار الحرب والفساد.
شاهد أيضاً معاناة السوريين في ليبيا تتفاقم.. احتجاز ومناشدات جديدة