تصاعد التوترات في لبنان: هجوم يستهدف السفارة الأمريكية”
القصف الإسرائيلي على لبنان: تصعيد جديد وردود فعل دولية
استفاق لبنان، الأربعاء الساعة 8:34، على هجوم مسلح استهدف مبنى السفارة الأمريكية في منطقة عوكر شمالي العاصمة بيروت.
وقال الجيش اللبناني إن مسلحًا أطلق النار على السفارة الأمريكية في بيروت، وأصيب المهاجم خلال تبادل لإطلاق النار مع الجيش.
وفقًا لبيان صادر عن الجيش اللبناني على موقع إكس، أكد البيان أن الفاعل تم إصابته واعتقاله ونقله إلى المستشفى. وأعلنت السلطات اللبنانية أن الشاب المعتقل هو سوري الجنسية.
ونقلت رويترز عن مصدر أمني لبناني أن أحد أفراد الفريق الأمني في السفارة الأمريكية أصيب بجروح طفيفة خلال الحادثة. ومع ذلك، لم يصدر أي تصريح من المتحدث باسم السفارة حول وقوع إصابات بين حراس السفارة.
من جهتها، أكدت السفارة الأمريكية سلامة جميع موظفيها بعد الحادثة. وأشارت السفارة في بيان على موقع “إكس” إلى أنها تلقت بلاغًا عن إطلاق نار في محيط مدخل المبنى، ولكن بفضل الرد السريع من الجيش اللبناني وقوى الأمن وفريق الأمن التابع للسفارة، تم حماية المباني وفريق العمل بنجاح.
على الرغم من ذلك، أعلنت السفارة أنها ستبقى مغلقة أمام الجمهور خلال باقي اليوم، لكنها تعتزم استئناف أنشطتها كالمعتاد يوم غد الخميس.
بعد الحادثة، قامت السلطات اللبنانية بإغلاق كل الطرق المؤدية إلى مبنى السفارة الأمريكية ونصبت قوات الأمن نقاط تفتيش حولها. كما استمرت طائرات الجيش في التحليق فوق المنطقة بحثًا عن أي مشاركين آخرين محتملين في الهجوم. وقام الجنود بتمشيط كل الشوارع المحيطة بالسفارة في إطار جهودهم الرامية إلى ضمان الأمن والسلامة.
حتى الآن، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وأشار مصدر أمني لبناني رفيع المستوى إلى أن الجيش يحقق في احتمال وجود صلات بين الهجوم وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ووفقًا لمصادر قناة LBCI اللبنانية، شن ثلاثة مهاجمين الهجوم على السفارة الأمريكية. تم قتل أحدهم بالرصاص وأصيب آخر وتم اعتقاله من قبل الجيش، فيما يجري البحث عن المهاجم الثالث الذي لاذ بالفرار. والمهاجم السوري يدعى “قيس فراج”، والذي تبيّن أنه مسجل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة. تمت مداهمة منزل شقيق المهاجم في قرية مجدل عنجر في منطقة البقاع شرق لبنان، وتم اعتقاله بتنسيق بين قوى أمن الدولة والمخابرات العسكرية. كما تم اعتقال الشيخ “مالك جحا”، إمام مسجد أبو بكر الصديق في مجدل عنجر، حيث كان فراج يتلقى تعاليم دينية منه.
رئيس الحكومة اللبنانية المكلف بتصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، أعلن أنه يتابع الحادث بالتنسيق مع وزير الدفاع وقوى الأمن في البلاد. وأكد ميقاتي في بيان صادر عن مكتبه أن الوضع تحت السيطرة، وأن التحقيقات جارية لكشف ملابسات الحادث واعتقال المتورطين. كما أوضح البيان أن السفيرة الأمريكية لدى لبنان، ليزا جونسون، حاليًا خارج البلاد.
شهد تاريخ السفارة الأمريكية في لبنان سلسلة من الحوادث على مر السنوات. المبنى موجود في منطقة يُعتبر آمنة للغاية، مع وجود نقاط تفتيش على الطرق المؤدية إليه. في عام 1983، اضطرت السفارة للانتقال إلى عوكر بعد تعرضها لتفجير انتحاري أسفر عن مقتل 63 شخصًا. تم وضع خطط لإنشاء مجمع جديد للسفارة، يُعتبر الثاني من نوعه في العالم بعد مجمع السفارة في بغداد، ويغطي مساحة تضاهي ضعف مساحة البيت الأبيض في واشنطن. في سبتمبر، تم إطلاق أعيرة نارية بالقرب من السفارة دون تسجيل إصابات. وفي أكتوبر، خرج عدد من المتظاهرين للتجمع خارج السفارة، واستخدمت القوات اللبنانية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.
وفي سبتمبر 2023، ألقت القوى الأمنية اللبنانية القبض على رجل لبناني بعدما أطلق النار على السفارة الأمريكية. لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، وما زالت دوافع الهجوم غير واضحة إذا ما كانت سياسية أم لا.
يظهر مسلسل الهجمات المتكررة على السفارة الأمريكية في بيروت كخلفية لحالة الاستقطاب والتوتر السياسي والأمني في لبنان وفي المنطقة. تبرز هذه الهجمات التحديات التي تواجه السلطات اللبنانية في تأمين الأماكن الحيوية وحماية البعثات الدبلوماسية في ظل الظروف الأمنية الصعبة.
اقرأ أيضاً: نقابة التمريض في عفرين تدين الاعتداء على أحد كوادرها
