سوريا

القصف الإسرائيلي على حلب: تصعيد جديد وردود فعل دولية

القصف الإسرائيلي على حلب: تصعيد جديد وردود فعل دولية

شهدت منطقة ريف حلب شمالي سوريا في الأيام الأخيرة تصعيدًا عسكريًا جديدًا مع شن غارة إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية يُعتقد بأنها تابعة لقوات الحرس الثوري الإيراني وحلفائها في المنطقة. هذا الهجوم، الذي أسفر عن مقتل المستشار العسكري الإيراني سعيد آبيار، أثار ردود فعل دولية واسعة، بما في ذلك انتقادات حادة من روسيا، التي نددت بهذا الاعتداء باعتباره انتهاكًا للسيادة السورية وزعزعة للاستقرار في المنطقة.

تفاصيل الهجوم:

بحسب “وكالة أنباء الطلبة” الإيرانية، وقع الهجوم مساء الإثنين، مستهدفًا مواقع عسكرية في ريف حلب. الهجوم أسفر عن مقتل المستشار العسكري سعيد آبيار، وهو شخصية بارزة في الحرس الثوري الإيراني، إلا أن الوكالة لم تكشف عن رتبته العسكرية. وتشير التقارير إلى أن الهجوم أدى إلى تدمير عدة منشآت عسكرية وألحق أضرارًا كبيرة بالمعدات والبنية التحتية.
وأفاد المرصد بـ”ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على معمل في بلدة حيان في ريف حلب الغربي إلى 17 قتيلاً مسلحاً، من جنسيات سورية وغير سورية”.

وكانت حصيلة أولية للمرصد أفادت بمقتل 12 شخصاً على الأقل، جراء القصف الذي أحدث انفجارات متتالية في المنطقة.

من هو سعيد آبيار:

الجنرال سعيد آبيار، المعروف بلقب “الحاج قاسم”، الذي كان يشغل منصب مسؤول التخطيط والعمليات العسكرية الإيرانية في سوريا منذ عام 2020.
الرتبة لواء في الحرس الثوري الإيراني

التاريخ العسكري:

  • نائب قائد فرقة تبريز خلال
  • الحرب العراقية الإيرانية.
  • مسؤول التخطيط للعمليات البرية في حرب تموز 2006.
  • مخطط وقائد العمليات الإيرانية على غوطة دمشق بين 2013 و2015
  • تفاصيل الهجوم:
  • شارك في العمليات العسكرية لمليشيات الحشد الشعبي في العراق.
  • مساعد ونائب قائد الفيلق الخامس للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، منذ عام 2019.
  • مسؤول عملية احتلال حلب وتدميرها بالتنسيق مع روسيا في عام 2016.
  • يعتبر من المقربين لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان.

تفاصيل الاغتيال:

استدعى الحرس الثوري الإيراني سعيد آبيار بعد استهداف القيادة العسكرية الإيرانية في سفارة إيران بدمشق في الأول من نيسان الماضي. وصل صباح الأحد إلى سوريا عبر قافلة من عدة باصات تحمل حجاج إيرانيين إلى دمشق. أكملت القافلة طريقها إلى دمشق، وانفصل بعدها في عدة باصات أخرى متجهة إلى حلب برفقة عدد من الضباط الإيرانيين وقادة من مليشيات عراقية. تم اغتياله فجراً في بلدة حيان قرب حلب.

صورة سعيد ابيار

السياق السياسي والعسكري:

تأتي هذه الغارة في إطار حملة عسكرية إسرائيلية مستمرة تهدف إلى منع إيران وحلفائها من تعزيز وجودهم العسكري في سوريا، وخاصة من نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله في لبنان.

ردود الفعل الإيرانية:

إيران، من جانبها، أدانت الهجوم بشدة وتوعدت بالرد. وأكدت طهران على استمرار دعمها لحلفائها في سوريا، مشددة على أن مثل هذه الهجمات لن تردعها عن مواصلة دعمها للحكومة السورية. في بيان رسمي، قالت مسؤولون إيرانيون إن “دماء شهدائنا لن تذهب سدى، وسيكون هناك رد على هذا العدوان”. توعدت إيران بأن يكون الرد في الوقت والمكان المناسبين.

من المقرر أن يتم تشييع جثمان سعيد آبيار الليلة بعد صلاة العشاء من مرقد السيدة رقية في دمشق، وفقًا لمصادر إخبارية تابعة للميليشيات الإيرانية.

ردود الفعل الدولية:

الهجوم لم يمر دون أن يثير ردود فعل على المستوى الدولي. الولايات المتحدة، التي تعتبر إسرائيل حليفًا استراتيجيًا، أعربت عن دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الإيرانية. لكن هذا الموقف لم يكن موحدًا، حيث دعت بعض الدول إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد.

الموقف الروسي:

من بين أكثر ردود الفعل حدة جاءت من روسيا، التي تعتبر حليفًا قويًا للنظام السوري المجرم. نددت موسكو بالهجوم الإسرائيلي واعتبرته انتهاكًا للسيادة السورية ومخالفة للقانون الدولي. في بيان رسمي، قالت وزارة الخارجية الروسية: “نعبر عن قلقنا العميق إزاء هذا التصعيد الخطير ونطالب إسرائيل بوقف مثل هذه الأعمال العدائية التي تهدد استقرار المنطقة”.

روسيا، التي تمتلك قاعدة عسكرية جوية في حميميم وتقيم علاقات وثيقة مع حكومة الأسد، دعت إلى ضبط النفس والحوار كوسيلة لحل النزاعات في المنطقة. وأكدت على موقفها الثابت بدعم سيادة سوريا وسلامة أراضيها، مشددة على ضرورة احترام القانون الدولي.

التداعيات المستقبلية:

الهجوم الأخير على ريف حلب قد يؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة، خاصة إذا ما قررت إيران أو حلفاؤها الرد عسكريًا. التصعيد بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية يحمل في طياته مخاطر كبيرة، ليس فقط على مستوى سوريا، بل قد يمتد تأثيره إلى لبنان والعراق وحتى الخليج.

القصف الإسرائيلي على ريف حلب وما نتج عنه من مقتل المستشار العسكري الإيراني سعيد آبيار يمثل حلقة جديدة في سلسلة الصراع الدائر في سوريا، والذي بات مسرحًا لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. في ظل تزايد التوترات بين إسرائيل وإيران، ووسط ردود الفعل الدولية المتباينة، يبقى السؤال الرئيسي هو كيف يمكن تحقيق الاستقرار في منطقة تعاني من اضطرابات مستمرة منذ أكثر من عقد. التصعيد الأخير يبرز أهمية البحث عن حلول دبلوماسية قادرة على نزع فتيل الأزمة وتجنب المزيد من العنف الذي يهدد المنطقة بأسرها.

اقرأ أيضاً: غياب أمني في درعا وتسجيل 3 حوادث اغتيال في يوم واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى