العمال بين جحيم الأسعار وطمع أرباب العمل

يعيش العمال في الشمال السوري واقعاً مريراً يضاف إلى مرارة النزوح والواقع اليومي الذي يعيشه المهجرون
فبعد حملة التهجير التي شهدتها أرياف حماه وإدلب وبعض البلدات والمدن السورية ولجوئهم إلى مخيمات النزوح تاركين خلفهم أراضيهم ومواسمهم الزراعية والمحلات التجارية وبعض الحرف الصناعية التي كانت مصدراً لدخلهم وضعتهم في جحيم الهجرة والحاجة
وضمن هذا السياق وفي مقابلة مع مجموعة من العمال يعملون في أعمال البناء وصب الإسمنت في أحد المشاريع التي تعد كبيوت صغيرة كبديل عن الخيم
أكدوا أن حاجتهم للعمل وزيادة عدد اليد العاملة جعلتهم عرضتاً لاستغلال أرباب العمل لهم
فضلاً عن الأجور المتدنية التي يتقاضوها مقابل العمل والتي لاتكاد أن تلبي جزءاً بسيط من احتياجات الأسرة اليومية

وعبر الحديث معهم قال أحمد الإبراهيم حالي كحال بقية العمال أنا مهجر وأسكن في مخيم ولدي أسرة مكونة من ستة أشخاص أتقاضى أجراً يومياً 100ليرة تركية أي ما يعادل 3 دولار لا تكاد تكفي ثمن الخبز وثمن طبخة
بعيداً كل البعد عن اللحوم والفواكه لأنني عاجز تماماً عن شراء باقي الاحتياجات اليومية
وأضاف اذا كان مكان العمل بعيد نواجه مشكلة في التنقل ويضاف إلى مصروفي اليومي الحاجة للبنزين فسعر اللتر الواحد نصف أجرة عملي يومياً
فنحن بين جحيمين الأول غلاء الأسعار والثاني تدني أجور عملنا
واستغلال حاجتنا للعمل دفع أرباب العمل إلى عدم زيادة أجرنا اليومي رغم تفاوت ساعات العمل وصعوبة العمل فلا بديل لنا عن ذلك
فهل من مسؤول أو جهة أو حكومة ورقابة تلزم أرباب العمل بوضع أجر يناسبنا كعمال ؟؟
فضلاً عن غياب التأمين الصحي وخطورة وصعوبة العمل !
وفي حديث آخر مع أحد المسؤولين عن العمل وسؤاله عن سبب تدني الأجور للعمال
قال : قطاع العمل يتعرض لبعض الضرائب والرسوم في بعض المشاريع والارتفاع اليومي لأسعار المواد وقلة الطلب وكثرة الأيدي العاملة سبباُ من أسباب تدني الأجور على حد قوله
في حين أن حال العمال في القطاع العام أفضلاً بكثير من حالهم الا أنهم يتقاضون راتب ثابت ولهم جزء من الحوافز وتعويضات العمل وساعات عمل محدودة وبدل للمواصلات في بعض المؤسسات الحكومية.
في جانب أخر هو أحسن حالاً من حالهم
العمال الذين حالفهم الحظ بالعمل ضمن المنظمات الإنسانية فالأجر اليومي أفضل وساعات العمل أقل فهي أفضل التجارب والفرص ان وجدت.
“ومازال العمال في ترقب خجول ومؤلم لنهاية حلقة الجحيم الذي يعيشونها ضمن مسلسل من الألم والتهجير

اقرأ أيضاً: بهدف التجنيد الإجباري.. ميلشيا قسد تختطف طفلتين في حلب