الطلبة الأحرار و خريجي جامعات الأسد في شمال سوريا

معضلة الطلبة الأحرار وخريجي جامعات الأسد

قد لا يخفى على أحد أنّ الطلبة الأحرار في الشمال السوري من كافة القطر العربي السوري، والذين ضحّوا بالغالي والنفيس في سبيل نيّل الحريّة والنهوض بأجيال الثورة السوريّة وبناء ما دمّرته ميليشيات أسد وإيران وروسيا.

يحاول الطلبة السوريين الأحرار في وسط أوضاعٍ اقتصاديّة صعبة جداً، وذلك من خلال سنوات الحرب المريرة التي عاشها الطلبة، فمرّة تقوم الميليشيات بقصف مدارسهم وجامعاتهم وأخرى بقتل الطلبة تحت التعذيب في المعتقلات، وذلك منذ بداية الثورة السوريّة عام 2011م، وأخيراً حتى تصل الثورة لمؤسسات ثوريّة حكوميّة منذ عام 2016م تقريباً، وحتى قبل ذلك فالطلبة الأحرار تركوا جامعات الأسد وتخلّوا عن أحلامهم في سبيل نيّل الحريّة واختاروا طرق الجهاد والكفاح، بينما الذين راودتهم أنفسهم على التخلّي عن القضيّة الحرة العادلة، دون صبرهم على ثورتهم التي ما لبثت حتّى وصلت للاستقرار في المؤسسات وغير ذلك رغم كل التضييقيات عليها من قبل ضعاف النفوس.

جامعة البعث في حمص

فبينما طلبة سوريا الأحرار صبروا وتصابروا في مستقبلهم وعاشوا الفقر والتهجير وتدمير البشر والحجر من قبل الأسد الذي كان يأخذ صلاحيّة وجوده من قبل الفئة المثقفة لديه وهم الطلبة الموالون له والطلبة الذين باعوا الثورة وذهبوا ليكملوا دراستهم عنده، دون النظر في ماهية هذا الأمر وما سلبياته عليهم، والحقيقة أنّ كل طالب عاش في أحضان الأسد وتداعى أنّه هناك في سبيل طلب العلم، كان يُعطي الأسد وميليشياته الصلاحيّة للبقاء اكثر على قتل الأبرياء من الأهالي وتهجيرهم وقتلهم وتعذبيهم.

اليوم وبكل فخر تتباهى الأراضي السورية المحررة رغم كل الأخطاء التي تحيطها، بطلابها الأحرار والخريجين الذي ترّبوا على الحرية لا على كتاب القوميّة ولا على ذات رسالة خالدة بل على الحريّة والنضال، إلا أنّ سلطات الأمر الواقع كان لها رد ساحق على كل تضحيات الطلبة الأحرار، من خلال إعطاء أولوية الوظائف لطلبة الأسد، الذين انهوا دراستهم الجامعيّة ولم تنفع دراستهم حياتهم بشيء بسبب الأوضاع الاقتصادية المترديّة في مناطق الأسد وقلّة رواتبهم، ليأتوا المناطق المحررة بطرق غير شرعيّة وتساعدهم سلطات الأمر الواقع على العيش دون المحاسبة وفوق كلّ ذلك إعطائهم الوظائف وإدارة بعض الشواغر التي تتحكم في مفاصل البلاد في الطب والتعليم وحتى الحكومة!

إلا أنّ الطلبة الأحرار في كل من جامعة إدلب وجامعة حلب الحرة والجامعة الدوليّة للعلوم والنهضة، كان لهم كلمتهم من خلال الاحتجاجات العارمة في كل تلك الجامعات والتي صبّت، من خلال فضح سلطات الواقع التي تقبل هؤلاء الشبيحة في الشمال السوري والتخفّي بهم، ووضعهم في كل مكان، وقد رافق ذلك عبارات مناهضة لسياسة حكومات الأمر الواقع وذلك بما عُرف بـ التطبيع الناعم مع ميليشيا أسد.

وقد أغلقت حكومة الإنقاذ في إدلب عدداً من الصيدليات وغيرها من المباني التي تعود تبعيتها لخريجي نظام الأسد وذلك حسب قرار رقم 623 الحديث والذي أصدرته الحكومة بعد احتجاجات الطلبة الأحرار ولتهدئة الوضع لا أكثر.

وبينما يحاول الطلبة الأحرار المطالبة بحقوقهم والاحتجاج، تعتزم جامعة الشمال الخاصة إقامة ندوة علمية، يوم غد السبت الموافق في 11|5 وتستضيف اثنين من خريجي النظام بعد عام 2016م وهو ما يخالف قرار حكومة الإنقاذ 623 والذي ينص على عدم قبول أي خريج لدى نظام الأسد بعد هذا العام، والدكاترة الذين استضيفوا هم “عبد الحي محمود والذي حصل على شهادة الدكتوراه عام 2017م” وميس أمين أبرير والتي حصلت على الدكتوراه عام 2021م.

اقرأ أيضاً: قانون الجنسية الألمانية الجديد .. السوريون والاندماج

محمد موسى محمد ديب

Recent Posts

الأول من نوعه في الشمال السوري: مركز للإخصاب ومعالجة العقم

يعكس إنشاء مركز متخصص للإخصاب في مناطق شمال غرب سوريا التزام القطاع الصحي بتقديم أفضل…

3 ساعات ago

الجيش الإسرائيلي يتوغل في ريف القنيطرة ويعتقل شخصاً

اعتقلت قوات إسرائيلية متوغلة داخل الأراضي السورية شخصاً في ريف القنيطرة.

4 ساعات ago

ميليشيا قسد تشن حملة دهم واعتقالات شرق دير الزور

شنت ميليشيا قسد حملة دهم واعتقالات في ريف دير الزور الشرقي.

4 ساعات ago

عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على تدمر شرق حمص

اعترف نظام الأسد بسقوط عشرات القتلى والجرحى، جراء قصف إسرائيلي شرق حمص.

يوم واحد ago

الإفراج عن شابين من أبناء السويداء من معتقلات نظام الأسد

أفرجت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري عن شابين يافعين من أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا،…

يوم واحد ago

كيف يدفع المهجرون في الشمال السوري ثمن بقاء الأسد؟

في السنوات الأخيرة، شهد الشمال السوري تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والاقتصادي، حيث تأثرت الحياة…

يومين ago