إحصاء 641 هجوماً بواسطة الطائرات الانتحارية شمال سوريا
المرصد أبو أمين 80 تحدث عن آثار هذه الهجمات على المدنيين في المنطقة
يتواصل تهديد الطائرات المسيّرة الانتحارية لحياة المدنيين وممتلكاتهم في الشمال السوري، حيث تطال هجماتها المدارس والمنشآت الصحية، وتدمّر المحاصيل الزراعية وتضر بالثروة الحيوانية.
وتستخدم هذه الطائرات الانتحارية لتهديد حياة المدنيين في شمال غربي سوريا، وزيادة معاناتهم الإنسانية، ما يؤثر بشكل مباشر على مقومات الحياة الأساسية ويزيد من صعوبة العيش في هذه الظروف القاسية.
وكالة الصحافة السورية أجرت حديثاً مع “المرصد أبو أمين 80″، والذي تحدث بشكل مفصّل عن هذه السياسة التي بات يتّبعها نظام الأسد والميليشيات الإيرانية لضرب المناطق المحررة.
وتعريفاً بها، قال “المرصد أبو أمين” إن هذه الطائرات المسيّرة، مصممة لتنفيذ هجمات مباشرة ضد أهداف محددة عن طريق تحميلها بمتفجرات وتوجيهها نحو الهدف لتدمير نفسها معه.
وبدأت هذه الطائرات في الاستخدام بشكل متزايد في النزاعات المعاصرة حيث تُعتبر أداة فعالة لشن ضربات مركزة بطرق غير تقليدية وبتكلفة أقل من الأسلحة التقليدية.
ويضيف “المرصد” أن قوات الأسد وحلفائها تستهدف مناطق في الشمال السوري بالطائرات المسيّرة الانتحارية، مثل القرى والمناطق السكنية والمدارس، ما يسبب دائماً سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية إلى جانب التأثيرات المباشرة، وتسببت هذه الهجمات في تعطيل الحياة اليومية حيث أجبرت السكان على الحد من حركتهم وأثرت سلباً على الأنشطة الأساسية كالتعليم والزراعة.
قدرة الطائرات وأنواعها واستخداماتها
وأردف “المرصد أبو أمين” أن هذه الطائرات يتم التحكم بها عن بُعد وهدفها تنفيذ عمليات هجومية ضد أهداف محددة، حيث تعتمد بعض الفرق العسكرية عليها، ويبدو أن روسيا تشرف على تدريب فرق من قوات الأسد، بما في ذلك “الفرقة 25” والحرس الجمهوري، لاستخدام هذه الطائرات في العمليات.
ويشير “المرصد” إلى وجود نوعين رئيسيين من الطائرات المسيّرة المستخدمة: الأولى بمدى يصل إلى 3.5 كيلومتر، والثانية يمكن أن تصل إلى مدى 9.5 كم.
وباستطاعة الطائرة حمل متفجرات تصل إلى وزن 4 – 4.5 كغ وتختلف حسب نوع الهدف، مثل السيارات أو المباني أو الأراضي الزراعية.
وبحسب “أبو أمين” فإن هذه الطائرات تحصل على دعم جوي من مقاتلات روسية أو طائرات استطلاع مثل “رولان 30” أو “رولان 10” خلال إطلاقها من الخطوط الأمامية بواسطة الفرق المدربة، بالإضافة إلى المساعدة في تحديد الهدف.
وتستهدف المناطق القريبة من خط التماس الممتد من الساحل مروراً بجبل الزاوية وحتى ريف حلب الغربي، كما يتركز الاستهداف بشكل أكبر على مناطق جبل الزاوية مثل قرى رويحة وبينين وسرمين إضافةً إلى ريف حلب الشرقي في مناطق مثل كفرنوران ومعارة النعسان.
بالإضافة لذلك هناك استهدافات متكررة لهذه الطائرات نحو محاور ريف حلب الغربي، حيث تتعرض مناطق مثل شرق دار عزة، كفرعمة، تديل، شرق الأتارب الأدقات، الشيخ سليمان، والفوز ميودان لقصف يومي تقريباً.
استخدام الطائرات المسيّرة وآثارها
يكشف “المرصد أبو أمين” خلال حديثه، أن أول استخدام للطائرات المسيّرة الانتحارية كان في 15 آب 2023، ومنذ ذلك الحين تم إطلاق 641 طائرة حتى اليوم، من بينها 65 طائرة خلال الشهر الحالي أسفرت عن مقتل 24 شخصاً وإصابة 51 آخرين، إلى جانب دمار واسع خلفته في البنية التحتية وإستهدافها للمدارس أثناء تواجد الأطفال والمراكز الصحية ما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة.
وحول آثار الهجمات، لفت المرصد إلى أنها تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، وخاصة على الحركة التعليمية والزراعية وحياة السكان في المناطق المتضررة.
ومن بين هذه الهجمات تعرضت مدرسة كفر نوران ومدرسة تقاد لهجوم من قبل طائرات مسيّرات انتحارية، تسببت بتعطيل الدراسة مما أثر سلباً على الأطفال وحرمانهم من فرص التعلم بأمان.
كما تأثرت الزراعة بالهجمات أيضاً، خاصة خلال موسم الزيتون، حيث يخشى المزارعون الوصول إلى حقولهم، مما يهدد مصدر رزقهم الأساسي.
وإلى جانب ذلك يتعرض رعاة الأغنام لهجمات مماثلة، كما حصل بالقرب من معارة النعسان ومحاور الغاب، والذي أدى إلى خسائر في المواشي واضطراب في حركة الرعي، مما يزيد من صعوبة تأمين سبل العيش اليومية للسكان ويجعل الوضع أكثر تعقيدًا في القرى والبلدات القريبة من خط التماس.
اقرأ أيضاً: عبوة ناسفة تقتل 3 عناصر من قوات الأسد شمال درعا