السلطات اللبنانية تهدم مخيما للاجئين السوريين في شمال لبنان

السلطات اللبنانية تهدم مخيما للاجئين السوريين في شمال لبنان

هدمت السلطات اللبنانية، أمس الثلاثاء 21 أيار، مخيمًا جديدًا للاجئين السوريين في قرية ددّه الكورة شمالي لبنان، وهو واحد من أكبر المخيمات في المنطقة بالتزامن مع إخلاء مجمع “الواحة” القريب منه.

عملية الهدم والإجلاء

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أنّ عملية هدم المخيم أجريت باستخدام الجرافات عمدًا، وبمساندة قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة بعد إجلاء أكثر من 1500 لاجئ من المخيم، بناءً على قرار أصدره محافظ الشمال القاضي “رمزي نهرا”، ويحمل القرار رقم 746 الصادر في 13 من أيار الشهر الجاري.

وحضر عملية الهدم والإخلاء عدد من قيادة الأمن الداخلي وأمن الدولة، وعدد من رؤساء بلديات القضاء ومخاتير وأعضاء من مجلس بلدية بلدة ددّه، حيث أشرف المحافظ “رمزي نهرا” على هذه العملية ميدانياً.

وقال نهرا: “نعتبر أن أي مجمع أو خيام للنازحين أو الوجود السوري غير الشرعي في الكورة والبترون وزغرتا وطرابلس أمر غير مسموح به، ونطالب بإرجاعهم إلى سوريا”.

مضايقات أمنية وتصعيد عنصري

أجبر الأمن العام اللبناني اللاجئين السوريين على إخلاء مجمع “الواحة”، وذلك بسبب “وجودهم بطريقة غير قانونية وعدم حيازتهم إقامات شرعية”، وفق مانقلته وسائل إعلام لبنانية عن الأمن العام اللبناني.

وفي حين يعتبر هذا الإجبار ليس الأول من نوعه، حيث أبلغ الأمن العام سابقا اللاجئين القاطنين في أماكن إقامتهم في مخيمات منطقة البقاع بضرورة إخلائها بشكل فوري، إلى أن داهمت دورياته المخيمات في أواخر الشهر الفائت.

وتستمر هذه المضايقات التي تمارسها السلطات اللبنانية بتضييق الخناق على اللاجئين السوريين، حيث أغلقت السلطات 270 محلاً تجاريًا ومؤسسةً يستثمرها ويديرها عمال سوريون مخالفون للقوانين، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية.

وتأتي هذه المضايقات في ظل تصاعد الانتهاكات والخطاب العنصري ضد اللاجئين السوريين في لبنان، وذلك بعد حادثة مقتل القيادي في حزب القوات “باسكال سليمان” رغم مرور شهرين على مقتله، إلى أن وصل الخطاب العنصري لشخصيات سياسية متمثلة برئيس حزب القوات اللبنانية “سمير جعجع” عندما طالب بمحاسبة رئيس مكتب المفوضية السامية للاجئين في لبنان، “إيفو فرايجسن”، بسبب توصيته بمعاملة السوريين بإنسانية.

مخاوف وقلق اللاجئين السوريين في لبنان

وفي حين تتفاقم أوضاع السوريين وتزداد حالات التضييق عليهم، تتعالى بعض الأصوات مطالبة بإخراجهم من لبنان وتهديدهم بإخلاء أماكن إقامتهم، هذا ما يجعلهم يعيشون وسط خوف وقلق دائم لاسيما عند إجبارهم بالعودة إلى سوريا قسرًا، رغم الأوضاع الأمنية الصعبة هناك، وفي ظل استمرار السلطات اللبنانية بممارسة سياسة التقييد والضغط عليهم بالملاحقة الأمنية، هذا ما أدى لتكرار حادثة الانتحار في الأسبوعين الماضيين، حيث أقدم شابان على الانتحار واحد منهم شنقًا والآخر محاولا تناول مادة سامة.

وتعكس هذه الحوادث تخوفًا على أمان و سلامة حياة اللاجئين السوريين في لبنان المحاطة و المحفوفة بالمخاطر، ويظل مستقبلهم مجهولًا غامضًا إلى أن تسارع هيئات أممية ومنظمات دولية لإنقاذهم وخلق لهم بيئة آمنة.

اقرأ أيضاً: محاكمة غيابية لمسؤولين بالنظام السوري في فرنسا

أنس عوض

Recent Posts

بعد التحرير.. لماذا تستمر الانتهاكات بحق السوريين في تركيا؟

بعد التحرير.. لماذا تستمر الانتهاكات بحق السوريين في تركيا؟في الثامن من ديسمبر عام 2024، تابع…

شهرين ago

إلهام أحمد: الكرد يرفضون الحكم المركزي والمفاوضات مع دمشق مستمرة

أكدت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية”، إلهام أحمد، أن الكرد يرفضون شكل…

3 أشهر ago

مذيع في الإخبارية السورية يتعرض للإهانة والضرب على حاجز أمني في دمشق… ومطالبات بمحاسبة المعتدي

تعرّض المذيع محمد الإبراهيم، العامل في قناة الإخبارية السورية، صباح اليوم، لإهانة واعتداء جسدي من…

3 أشهر ago

تعيينات أمنية وعمليات تمشيط واسعة في دمشق وريفها

في خطوة تهدف إلى تعزيز كفاءة الأجهزة الأمنية أعلنت الإدارة السورية تعيين أنس خطاب رئيساً…

7 أشهر ago

السلطات السورية الجديدة توقف محمد كنجو الحسن “سفاح صيدنايا”

أوقفت السلطات السورية الجديدة الخميس 26 كانون الأول، اللواء محمد كنجو الحسن رئيس القضاء العسكري…

7 أشهر ago

تركيا تدرس مشروع إعادة تشغيل خطوط السكك الحديدية مع سوريا

تعمل السلطات التركية على دراسة مشروع لإعادة تشغيل خطوط السكك الحديدية بين تركيا وسوريا، بهدف…

7 أشهر ago