سوريا

“الجولاني” يستعرض خطته للسيطرة على ريف حلب الشمالي

في ظل الحديث المتزايد عن احتمال توسع نفوذ “هيئة تحرير الشام“،
والتي تشمل جبهة النصرة وحلفاءها، نحو مناطق ريف حلب الشمالي، تم عقد مؤتمر في مدينة سرمدا. نظمت هذه الفعالية “الهيئة” وشارك فيها عدد من حلفاء “أبو محمد الجولاني”، وذلك في ريف حلب الشمالي. وحضر المؤتمر أيضًا مدراء منظمات وجمعيات مرتبطة بحكومات غربية والتي تعمل في إدلب وريف حلب.

يرى البعض في هذا التنسيق والتعاون المتنامي بين “هيئة تحرير الشام” والولايات المتحدة الأمريكية احتمالًا لتوسيع نفوذ الهيئة في المنطقة. وتأتي هذه الأحداث في سياق زيادة الانتقالات والتحركات الاستراتيجية في المنطقة،
مما يثير العديد من التساؤلات والمخاوف بشأن المستقبل والتأثيرات الجيوسياسية في المنطقة.

مؤتمر سرمدا

خلال المؤتمر الذي عُقد في سرمدا، تم الإعلان عن خريطة طريق جديدة لـ”هيئة تحرير الشام”،
حيث تعمل الهيئة على اتخاذ طابع “الاعتدال” بعد أن تم وضعها على قائمة الإرهاب العالمية كجماعة “إرهابية وجهادية”. وتم تكريم “الجولاني” خلال المؤتمر بصفته “رجلًا ثوريًا”، وتحدث عن خطة يعدها يهدف إلى استعادة السيطرة على مدينة حلب،
وأشار إلى أن هذه السيطرة قد تتم في العامين المقبلين. كما أعاد التأكيد على مشروعه لتوحيد المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة،
بهدف استغلال قوة الهيئة العسكرية التي أنهت وجود معظم الفصائل التي كانت تتنازع السلطة.

وأفادت مصادر معارضة أن حديث “الجولاني” عن التوسع الشمالي مرتبط بعدة عوامل، من بينها الأزمة المالية التي تواجهها فصائل تركيا في ريف حلب، حيث يتأخر دفع رواتبها بشكل مستمر على الرغم من تدخل قطر وإرسال دفعات مالية متأخرة. وتواجه الفصائل صعوبة في تشكيل هيكل موحد لوقف حالة عدم الاستقرار الأمني، مما يتيح الفرصة لـ”الجولاني” للوصول إلى أعزاز والسيطرة على معبر باب السلامة.

أفادت المصادر المعارضة بأن “الجولاني” شكّل لجنة أمنية خاصة أعدّت تقريرًا شاملاً حول ملف “الجهاديين”، وتضمنت توجهاتهم المستقبلية والقدرات العسكرية التي يمتلكونها أو اكتسبوها خلال المعارك في سوريا، بالإضافة إلى مصادر تمويلهم. وأشارت المصادر إلى أن هناك عددًا من الأشخاص يمكن تسليمهم من بينهم للسلطات الفرنسية بناءً على طلب “الجولاني”.

يتضح من هذه المعلومات أن “هيئة تحرير الشام” تسعى لتوسيع نفوذها شمالًا في ريف حلب، وتعمل على إعادة صياغة صورتها العامة وتحقيق مزيد من التعاون والتنسيق مع الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، في سياق مكافحة الجماعات الإرهابية ومحاربة تهديد الجهاديين.

مع ذلك، يجب ملاحظة أن هذه المعلومات مستندة إلى مصادر معارضة وقد تحمل تحيزاتها الخاصة، ولم يتم التأكد من صحة ودقة هذه المعلومات بشكل مستقل.

شاهد أيضاً: الجولاني يهنئ أردوغان هل تعود النصرة إلى كنف النظام التركي؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى