التغلغل الناعم في دير الزور . مراكز ثقافية لنشر تعاليم إيران

تواجه دير الزور خطر التمدد الإيراني والتغلغل في جسم هذه المحافظة، ورغم وجودها العسكري الكبير في المناطق التي تسيطر عليها إلا أن هناك خطراً أكبر وهو المراكز الثقافية الموجودة في المحافظة وريفها
والتي تعمل على إستغلال كافة شرائح المجتمع وبالأخص الأطفال

بداية ظهور المراكز الثقافية:

بدأت إيران عبر منظمة جهاد البناء الإيرانية التابعة للحرس الثوري ببناء العديد من المراكز الثقافية في كل من دير الزور وحطلة والميادين والبوكمال
وظهرت للعلن منتصف عام ٢٠١٨ في كافة أرجاء المحافظة

القناع الخفي والحقيقي للمراكز الثقافية :
قامت هذه المراكز الثقافية بتقديم نفسها للأهالي على أنها جاءت لمساعدتهم و مد يد العون لهم وانها جاءت لأجل النهوض بالمجتمعات المحلية اما في حقيقة الأمر تحاول استغلال كافة شرائح المجتمع من خلال إقامة دورات تدريبية عديدة منها
الخياطة النسائية والتمريض والحلاقة والرسم والحلاقة النسائية والموسيقى وتعليم اللغة الفارسية
والتصوير والإعلام والخط

كما تقام دورات تقوية صيفية للطلاب والتلاميذ من مراحل التعليم الأساسي والثانوي كما تشارك هذه المراكز في الاحتفالات العامة من عيد الام إلى عيد المعلم إلى عيد العمال وغيرها وتستغل كل مناسبة تقام لتظهر فيها في محاولة منها للتقرب من أهالي المنطقة كما تقوم تلك المراكز بتوزيع مبالغ مالية وسلل إغاثية بين الحين والآخر على المتدربين و على بعض الأهالي

إستغلال الأطفال :
تسعى المراكز الثقافية في دير الزور إلى استقطاب أكبر عدد من الأطفال بل ويعتبر الأطفال هم الفئة الأهم في المخططات التي تنفذها
حيث تقيم هذه المراكز في كل فترة فقرات ترفيهية أو رحلات إلى أماكن أثرية أو معسكرات وغيرها
بالإضافة إلى إنشاء فرق كشافة والتي تهدف إلى تجنيد الأطفال وغسل أدمغتهم وتحويلهم إلى مقاتلين موالين لإيران مثل كشافة المهدي الذي ظهر لأول مرة في دير الزور عام 2019
تعود فكرة إنشاء الكشافة في سوريا إلى الجنرال في الحرس الثوري ” حسن شاطري ” والذي اعتمد على تأسيس الكشافة في المدن السورية التي تسيطر عليها ميليشيات إيران وعصابات النظام
حيث تقوم فرقة الكشافة بإعطاء دروس عقائدية ودينية عن المذهب الشيعي وتستهدف الكشافة الأطفال من سن ٥ سنوات حتى إلى ١٧ من فئة الذكور
بالنسبة للفتيات والنساء هناك مسمى آخر شبيه لكشافة المهدي وهو نجمات البتول وهي بالأساس تتبع لكشافة المهدي لكنها للإناث
وتسعى لتجنيدهن ضمن صفوف المليشيات الإيرانية

استغلت إيران الأطفال من الجنسين في دير الزور لتنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة وغسل عقول الأطفال وسبق أن قامت المراكز الثقافية في دير الزور مع فرق الكشافة بإرسال الأطفال إلى مدن عراقية وإيرانية لتعلم المذهب الشيعي
حيث أن أول دفعة انطلقت إلى مدينة كربلاء العراقية من مدينة دير الزور والتي كانت تضم 55 طفلاً في شهر يونيو من عام 2021 لتعليمهم المذهب الشيعي وغسل عقولهم
سارة العلي سيدة من مدينة دير الزور والتي لجأت مؤخرا لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية تحدثت إلى وكالة الصحافة السورية حول ما تفعله المراكز الثقافية و فرق الكشافة والميليشيات الموالية لإيران بمناطق سيطرتها في دير الزور
تقول سارة ” هربنا من الواقع الذي تجبرنا الميلشيات الإيرانية على عيشه في دير الزور نحن مجبرون على أن نكون موالين لإيران أو أنه لا مكان لنا في مدينتنا أنهم يتغلغلون فينا مثل السرطان استغلوا حاجة الناس والفقر الذي يعانون منه هم متواجدون بكل مفاصل المجتمع في المنطقة شعرت أنني أصبحت غريبة عن مدينتي التي ولدت وعشت فيها هم ينتهجون سياسة استطاعوا من خلالها الدخول إلى عقول البعض مدينتي لم تعد لي قررت الهرب مع أطفالي في سبيل الحفاظ على نفسي وأطفالي من هذا الفكر “
وتضيف سارة بأنها اختارت الهرب لأنها أمام خيارين إما الموالاة والتجنيد أو الموت جوعاً وأكدت أن أي نشاط تقيمه المراكز الثقافية مأجور من ناحية إعطاء سلال غذائية ومبالغ مالية لكن المقابل غالي هو أن نتخلى عن ديننا و أن نقوم بأشياء ليست من عاداتنا وتقاليدنا

اقرأ أيضاً: توقعات أمريكية الرد الإسرائيلي على إيران متوقع داخل سوريا