سوريامقالات الرأي

الائتلاف و المؤقتة : الصمت المخزي أمام قتل المدنيين في إدلب

إن حق واجب الائتلاف السوري المعارض والحكومة السورية المؤقتة هو حماية المدنيين المنكوبين في إدلب.

إلا أن الواقع يظهر مدى فشل هاتين الجهتين في توقيف الحملة الدموية التي ينفذها النظام السوري والقوات الروسية أمام أعينهم. بلا أدنى شك، يجب علينا التأكيد على أن النظام السوري هو المتسبب الرئيسي في تلك الجرائم البشعة، ولكن ينبغي أن نسأل أيضًا لماذا يفشل الائتلاف المعارض والحكومة المؤقتة في الرد بشكل فعّال على هذه الأعمال الوحشية.
يعيش المدنيون في إدلب حالة من الرعب والشعور بالخذلان بسبب تخلي الجميع عنهم . فهم يتعرضون للقصف العشوائي والقتل والتشريد والتعذيب بينما الائتلاف المعارض والحكومة المؤقتة يبدوان مكتوفي الأيدي. ولا توجد أي تحركات أو مبادرات فعلية لحماية المدنيين ووقف المجازر.


إن الصمت المريب وعدم اتخاذ الإجراءات الملموسة للتصدي لما يحدث ، يعني أنهم إما غير قادرين أو غير راغبين بحماية أرواح المدنيين، وهذا أمر لا يمكن التغاضي عنه. فمن المؤسف أن الائتلاف المعارض والحكومة المؤقتة لديهما القدرة على الوصول إلى المجتمع الدولي والتأثير بشكل كبير على الساحة الدولية. إلا أنهم يفشلون في استغلال هذه الفرصة لصالح حماية المدنيين ووقف المجازر، وهم يصدرون البيانات كأي طرف آخر مع انهم يتلقون الدعم ولكن بلا جدوى. فما هو سبب هذا العجز؟ هل هم غير قادرين أم غير مبالين؟ أسئلة تستدعي منا كسوريين أن نرفع صوتنا ضد هذا الواقع وضد هؤلاء المتصدرين . وأن نطالب هذا الائتلاف المعارض وهذه الحكومة المؤقتة بالتحرك بسرعة وحزم لوقف سفك المزيد من الدماء وإنهاء الألم الذي يعانيه المدنيون .
كما يجب أن يتحركوا لتشكيل تحالفات فعلية مع الجماعات الدولية والمنظمات غير الحكومية، واتخاذ إجراءات قوية لمحاسبة وإنهاء هذه الجرائم ضد الإنسانية. ولا يمكن أن يستمر الصمت والتواطؤ في وجه هذه التجاوزات الوحشية. فالمدنيون يتوسلون للمساعدة والحماية، والائتلاف المعارض والحكومة المؤقتة صامتون ولذلك عليهم أن يستمعوا ويتصرفوا في أقرب وقت ممكن.
فقد حان الوقت لأن يكون للائتلاف المعارض والحكومة المؤقتة موقف صارم وقوي ضد مايحدث من ظلم واستهداف للمدنيين.
ويجب أن يكونوا حاملي لواء حماية الضعفاء والمظلومين فعلاً وعملاً لا قولاً فقط فهم من يتصدرون المشهد وهم من عليهم القيام بكل ما من شأنه حماية الناس.
فإذا استمر تجاهلهم وعجزهم عن القيام بواجباتهم واتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذه الفظائع، فلن يكون هناك أي جدوى لبقائهم ولا حتى لإدعائهم المعارضة لأنهم لم يقدموا للشعب أي شيء وهم عبء على كاهله ، ولهذا سيستمر سقوط المدنيون كضحايا أبرياء تحت قذائف النظام وروسيا وقتلتهم والائتلاف وحكومته المؤقتة والعالم صامتون وربما جثث هامدة بلا حراك

شاهد أيضا الأمم المتحدة: طفل واحد يقتل يوميًا شمال غربي سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى