السوريون في المهجر

الأمم المتحدة تحذر من ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم قسراً

الأمم المتحدة تحذر من ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم قسراً

خلال الدورة 56 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا، باولو سيرجيو بينهيرو، أن السوريين يواجهون بشكل متزايد خطر الترحيل والعودة القسرية. وأوضح أن اللاجئين الذين عادوا مؤخرًا من البلدان المجاورة يواجهون خطر الاعتقال أو الاختفاء، أو يجدون منازلهم ومزارعهم مدمرة ولا سبيل لديهم لكسب الرزق.

وأشار بينهيرو إلى أن عمليات الاحتلال غير القانوني، ومصادرة وتدمير المنازل والأراضي والممتلكات للنازحين داخل سوريا واللاجئين خارجها، تستمر ببطء ولكن بثبات، مما يؤدي إلى تآكل حقوقهم ويجعل عودتهم إلى ديارهم أكثر صعوبة كل يوم.

وأضاف أنه تم اعتقال لاجئين سوريين عادوا مؤخرًا من لبنان ولم يعرف مكان وجودهم الآن. كما أن الاتجار بالمخدرات وتهريبها بمشاركة فصائل مؤيدة للحكومة ومعارضة لها تسبب في مزيد من انعدام الأمن.

وأوضح بينهيرو أن الإفلات من العقاب وانعدام القانون أصبح واقعاً قاتماً لجميع السوريين، حيث فشل زعماء العالم المتورطون في الصراع في سوريا في تحقيق تقدم نحو تسوية سلمية، وهم والحكومة السورية يخذلون الشعب السوري.

وأكد أن مسار التطبيع الذي قادته بعض الدول العربية العام الماضي، والذي شهد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، لم يسفر حتى الآن عن نتائج ملموسة، حيث لم تقدم الحكومة السورية أي تنازلات ذات مغزى، مستغرباً رضا المجتمع الدولي عن الحفاظ على الوضع الراهن.

وشدّد على أن الوضع الحالي ليس خياراً قابلاً للتطبيق بالنسبة للشعب السوري، سواء داخل البلاد أم خارجها. ففي الداخل، تستمر الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري والتعذيب والموت أثناء الاحتجاز، في حين تنتشر أعمال العنف وانعدام الأمن في أجزاء مختلفة من البلاد، ويتدهور الاقتصاد.

وفي البلدان المجاورة، يواجه السوريون خطر الترحيل والعودة القسرية إلى سوريا بشكل متزايد، حيث يواجهون خطر الاعتقال أو الاختفاء، أو العودة ليجدوا منازلهم ومزارعهم مدمرة ولا سبيل لكسب الرزق.

من جانبه، سخر مندوب النظام السوري الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، حيدر علي أحمد، مما أسماه “مزاعم الحرص على حقوق الإنسان” لدى المنظمة الدولية، قائلاً إن نظامه لم يعترف يوماً بما تسمى “لجنة التحقيق المعنية بسوريا”، والتي قال إن منهجيتها واستنتاجاتها تتناقض مع المنظور المهني، واتهمها بالانفصال عن الواقع.

واعتبر علي أحمد، في كلمته أمام المجلس، أن كلام بينهيرو “لا يستحق أي تعليق، إذ لا جدوى من الدخول في تفاصيل عمل هذه اللجنة، ولا أمل يرجى بمراجعتها لمنهجيتها واستنتاجاتها”، معتبرًا أن الدول التي تدعمها هي شريكة في سفك الدم السوري.

اقرأ أيضاً: مباحثات متوقعة بين تركيا وروسيا في قمة أستانا حول سوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى