اجتماع على المستوى الوزاري في جامعة الدول العربية في القاهرة
اجتماع على المستوى الوزاري لجامعة الدول العربية في القاهرة
عقدت جامعة الدول العربية اجتماعًا على مستوى وزراء الخارجية العرب بدورته العادية رقم 162 في مقر الأمانة العامة للجامعة في العاصمة المصرية القاهرة يوم الثلاثاء الماضي، لبحث عن آخر التطورات الإنسانية والعسكرية لوقف إطلاق النار، ولوقف الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة منذ 11 شهرًا.
ووفق ما نقلته الوكالة المصرية “أ.ش.أ”، شارك في الاجتماع وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود، وعدد من الشخصيات السياسية البارزة المعنية بوقف الحرب على غزة، مثل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، وكان ذلك برئاسة اليمن خلفًا عن موريتانيا.
وعلى هامش اجتماعات المجلس الوزاري، عقدت لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بمتابعة الوضع في سوريا اجتماعًا بشأن الملف السوري، حيث قررت اللجنة تشكيل فريق من الخبراء لدراسة الموضوعات التي تتابعها اللجنة مع نظام الأسد، وأنها ستعقد اجتماعها المقبل في العاصمة العراقية بغداد.
ومن جانبها، قالت وكالة الأنباء السعودية “واس”: إن لجنة الاتصال الوزارية العربية بحثت خلال اللقاء الوزاري “تعزيز الدور العربي في حل الأزمة السورية ومعالجة تداعياتها السياسية والأمنية والإنسانية”، وقد شارك في اجتماع اللجنة وزراء خارجية العرب كل من الأردن والسعودية ومصر والعراق ولبنان، بالإضافة وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط.
مشاركة فيدان ومغادرة المقداد للاجتماع
ومن جهته شارك وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الاجتماع لأول مرة منذ 13 عامًا، وذلك بعد موافقة جميع الدول الأعضاء في الجامعة العربية لمشاركته في الاجتماعات، وبينما شارك وفود من نظام الأسد برئاسة وزير خارجيته فيصل المقداد الذي غادر قاعة الاجتماع الوزاري عند بدء كلمة فيدان وتارك مقعده لأحد أعضاء وفود النظام ليمثل سوريا باستمرار حضورها للاجتماع، وفي حين عاد المقداد مرة أخرى للاجتماع عقب انتهاء كلمة وزير الخارجية التركي، وبينما فُهمت مغادرة المقداد للاجتماع أن نظام الأسد رافضًا لمشاركة تركيا في الاجتماع.
وفي سياق متصل، وافق نظام الأسد على مشاركة تركيا في حضور الاجتماع الوزاري بموافقة مسبقة، وفقًا للبروتوكول المعروف لجامعة الدول العربية، وفي حين أوضحت وسائل إعلام مصرية أن نظام الأسد قلل من شأن تمثيله خلال إلقاء كلمة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عندما غادر وزيره المقداد الاجتماع.
تأرجح حالة التقارب بين تركيا وسوريا
وبحسب مراقبين ومحللين سياسيين أن موقف نظام الأسد من مغادرة المقداد للاجتماع يشير إلى تناقض كبير حيال رغبته بتطبيع العلاقات مع تركيا، وذلك بناءً على تصريحات رأس النظام السابقة التي أشارت إلى رغبة دمشق في إعادة علاقاتها مع أنقرة، وما يؤكد هذه التناقض هو تصريح وزير خارجية النظام، فيصل المقداد لقناة “روسيا اليوم” حول عودة تطبيع العلاقات السورية التركية، حيث أكد أنه إذا كانت تركيا جادة ولديها الإرادة الحقيقية لاتخاذ خطوات جديدة في التعاون بين البلدين وعودة العلاقات إلى طبيعتها “فعليها أن تنسحب من الأراضي السورية التي احتلتها في شمال سوريا وغرب العراق”.
وأضاف المقداد أنه “يجب على تركيا أن تتراجع عن سياستها تجاه سوريا وأن تتخلى عنها بشكل نهائي، لأن مصلحة الشعبين السوري والتركي تقتضي وجود علاقات طبيعية بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، والتي ينبغي أن تتوحد الجهود لمواجهتها”.
وتجدر الإشارة إلى أن رغم تكثيف جهود الوساطات الدولية وعلى وجه الخصوص المساعي الروسية في إعادة تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، إلا أن التقارب بين البلدين بات يلازمه حالة التأرجح عند أي حدث سياسي في القضايا المتعلقة بينهما، حيث يواجه هذا التقارب موجات من المد والجزر.
اقرأ أيضاً: السعودية تعيد افتتاح سفارتها في دمشق: رغم استمرار جرائم نظام الأسد