تتحمل الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو مسؤولية تصاعد الأوضاع داخل إسرائيل وفي المنطقة بأكملها خلال 100 يوم فقط من توليها المسؤولية. وقد أدت سياساتها وتصرفاتها إلى دفع الأمور إلى حافة الهاوية.
في الداخل، تشهد إسرائيل حاليًا حالة توتر داخلي غير مسبوقة، حيث تجري تظاهرات واحتجاجات تنذر وقوع حرب أهلية. وذلك على خلفية التعديلات القضائية التي يسعى نتنياهو وحلفاؤه في الحكومة، مثل إيتمار بن غفير وزير الأمن الداخلي، وبتسلئيل سموتريتش وزير المالية، وياريف ليفين وزير العدل، إلى تمريرها.
وبالإضافة إلى ذلك، تتواصل انتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الفلسطينيين، سواء بتوسيع الاستيطان أو هدم المنازل وتهجير سكانها، وصولاً إلى الاعتداءات المتكررة وغير المسبوقة على المسجد الأقصى. مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة ويهدد بتفاقم الأوضاع.
تقرير صحيفة Haaretz يصف الأوضاع الحالية في إسرائيل بأنها “عاصفة من الاضطرابات”، حيث تواجه حكومة نتنياهو تحديات داخلية وخارجية عديدة. تناول التقرير الأوضاع المتردية التي تشهدها إسرائيل في مختلف المجالات.
فيما يتعلق بالأوضاع الداخلية، يُشير التقرير إلى أن إسرائيل تعاني من انقسامات داخلية حادة ونزاعات حادة حول الهوية الوطنية. الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تُصف بأنها الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل، تواجه اضطرابات داخلية وتنازعات حادة حول السياسة الداخلية والخارجية. كما يُشير التقرير إلى أزمة دستورية محتملة في مايو/أيار أو يونيو/حزيران، والتي من الممكن أن تزيد من التوترات الداخلية في البلاد.
أما فيما يتعلق بالأوضاع الخارجية، فإسرائيل تواجه تصاعداً في التوترات الأمنية مع لبنان وقطاع غزة وفي القدس الشرقية المحتلة. وتتأثر العلاقات الدولية لإسرائيل بشكل سلبي، حيث لم يتلقَّ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيارة البيت الأبيض حتى الآن، واستُقبل رئيس الحكومة بمستوى استقبال متواضع في بعض العواصم الأوروبية الكبرى.
وفي ضوء هذه الأوضاع، يُشبه التقرير المئة يوم الأولى من إدارة الحكومة الإسرائيلية الحالية بـ”أيام نابليون المئة”، حيث تشهد إسرائيل تحديات داخلية وخارجية عديدة تهدد وحدة صفوفها الداخلية
تدهورت الجبهة الأمنية في إسرائيل بسبب خطة نتنياهو الفاشلة. تصاعدت التوترات الأمنية في الداخل والخارج، حيث تزايدت الهجمات الفلسطينية والاحتجاجات الداخلية ضد سياسات الحكومة. كما تعرضت العلاقات الدولية لإسرائيل لتدهور بسبب تصاعد الانتقادات الدولية لخطط نتنياهو القضائية والسجون السياسية، مما أثر سلبًا على صورة إسرائيل على الساحة الدولية.
علاوة على ذلك، زاد التفشي الاجتماعي والاقتصادي في إسرائيل بسبب سياسات الحكومة التي لم تكن تولي الاهتمام الكافي لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة. فشلت الحكومة في تلبية احتياجات المواطنين وتحسين مستوى المعيشة، مما أدى إلى احتجاجات اجتماعية واسعة النطاق.
بالإضافة إلى ذلك، تفشي الفساد والتلاعب السياسي في حكومة نتنياهو، والتي اتهم فيها بتهم الفساد والرشوة، ساهم في تدهور خطة الحكومة وفشلها. فقد تسببت فضائح الفساد المتعاقبة في فقدان الثقة في الحكومة وتقويض سلطة القضاء، مما أثر على استقرار البلاد واستدامة حكم نتنياهو.
بالمجمل، يمكن القول أن خطة نتنياهو الفاشلة كان لها تأثير سلبي على إسرائيل على مختلف الأصعدة، بما في ذلك السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وأثرت على سمعة إسرائيل على الساحة الدولية.
من المعروف أن الأزمات الداخلية في دولة ما قد تؤدي إلى انقسامات وتفاقم التوترات الداخلية، وهذا قد يؤثر سلبًا على القدرة الدفاعية والردع لتلك الدولة. على سبيل المثال، في حالة إسرائيل، يظهر أن الانقسامات الداخلية والتوترات السياسية تسببت في تراجع الردع والتصور العام عن قوة البلاد. كما يبدو أن سياسات إسرائيل في الضفة الغربية قد زادت من استفزاز الفلسطينيين، مما أدى إلى تصاعد ردود الفعل الفلسطينية وزيادة حدة الصراع في المنطقة.
شاهد أيضاً : بالصور تصاعد التوترات بعد استهداف سوريا لأراضي إسرائيل
من الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان يعتبر فطناً جيوسياسياً وصلباً في قراراته الأمنية. ومع ذلك، يبدو أن تلك الصفات قد فقدت قيمتها في الفترة الحالية، حيث تشهد العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة توتراً كبيراً وعلى نحو غير مسبوق. كما أن إيران قد تمكنت من مراكمة كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب، مما يجعلها أكثر قرباً من إنتاج السلاح النووي، وهو ما كان يعارضه نتنياهو في السابق. بالإضافة إلى ذلك، بدأت إيران في إمداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالسلاح، واستأنفت العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، وهو ما يشكل تحديات إستراتيجية جديدة لإسرائيل.
علاوة على ذلك، تواجه إسرائيل تهديداً من عدة جبهات في وقت واحد، بما في ذلك لبنان وسوريا، حيث تعرضت لصواريخ وهجمات متكررة . وقد أدى ذلك إلى تصاعد التوترات الأمنية في المنطقة وزيادة الضغوط على قوات الأمن الإسرائيلية.
على الصعيد الداخلي، يظهر أن الانقسامات السياسية والاجتماعية تزداد تعقيداً في إسرائيل، مما يؤثر على استقرارها وقدرتها على اتخاذ قرارات استراتيجية موحدة. وقد تسبب هذه الانقسامات في ضعف الحكومة وتأثير سلبي على قدرتها على التصدي للتحديات الأمنية.
تأثير بنيامين نتنياهو على الأوضاع السياسية والاقتصادية في إسرائيل لا يمكن إنكاره. كما ذكرت، كان نتنياهو يعارض اتفاق النووي الإيراني وحث الولايات المتحدة على الانسحاب منه دون وجود خطة بديلة، مما أثار تأثيرات سلبية على العلاقات الدولية والأمن في المنطقة.
وأيضًا، كانت حكومة نتنياهو تقوم بتنفيذ إجراءات تشريعية تناهض الديمقراطية، مثل التعديلات القضائية التي أثارت احتجاجات واسعة في إسرائيل. تعيين بعض المسؤولين الذين يعتبرون مثلين للمعارضة وإقالة وزير الدفاع بدون مناقشة أو مراجعة كانت قرارات مثيرة للجدل.
بالطبع، ليس نتنياهو وحده مسؤولاً عن كل المشاكل في إسرائيل، وهناك عوامل أخرى كثيرة تؤثر في الوضع السياسي والاقتصادي في البلاد. ومن الضروري أن ننظر إلى الأوضاع بشكل شامل وندرس جميع الجوانب المختلفة قبل الوصول إلى استنتاجاتنا.
وفي هذا السياق، تتعامل إسرائيل مع أزمات متعددة تتصاعد في ظل الأوضاع السياسية والأمنية المتوترة. تشهد البلاد احتجاجات واسعة تستند إلى تشريعات نتنياهو السلطوية والتي يعارضها العديد من الإسرائيليين، حيث يخرج مئات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع في مظاهرات أسبوعية تنادي بإنهاء حكم نتنياهو والمطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، تتفاقم الاضطرابات الأمنية في إسرائيل من جبهات متعددة، بما في ذلك لبنان وغزة والقدس الشرقية والضفة الغربية. تشهد هذه المناطق تصاعداً في العنف والتوتر، مما يعزز حالة عدم الاستقرار في المنطقة ويضعف الأمن الإسرائيلي.
وتأتي هذه الأزمات في سياق اتهامات واستدعاءات قانونية تواجه نتنياهو وبعض أعضاء حكومته، مما يؤثر على موقف إسرائيل على الساحة الدولية ويسبب استياء في العديد من الدول الشريكة والحلفاء لإسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة.
تتزايد المخاوف من أن تؤدي هذه الأزمات المتعددة إلى دخول إسرائيل في دوامة من الاضطرابات الأمنية والاقتصادية والسياسية. وترى بعض الأصوات داخل إسرائيل أن إزاحة نتنياهو من الحكم قد تكون الخطوة الأولى لاستعادة الاستقرار وإصلاح الأمور في البلاد. ومن المهم أن تتعامل الحكومة الجديدة، التي تأتي بعد نتنياهو، بكفاءة وشفافية مع التحديات
الداخلية والخارجية التي تواجه إسرائيل، من خلال تعزيز الحوار والتفاوض مع الفصائل الفلسطينية والعمل على تحسين العلاقات الدولية والإقليمية. يجب أن تركز الحكومة الجديدة على تلبية احتياجات المواطنين الإسرائيليين في مختلف الجوانب، بما في ذلك التحسين الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وتعزيز التعايش السلمي والتسامح بين جميع المجتمعات الدينية والعرقية داخل إسرائيل.
في خطوة أعادت للثورة السورية وهجها الميداني وأملها السياسي، أطلقت الفصائل الثورية في الشمال السوري…
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن الهجمات التي تشنها الفصائل المسلحة شمال سوريا لا…
تشهد الساحة السورية تطورات متسارعة مع تصعيد ميداني ملحوظ وتصاعد في ردود الفعل الدولية. ففي…
علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، للمرة الأولى على التصعيد العسكري في سوريا،…
مع قرع أجراس الكنائس وأصوات وهدير الطائرات الحربية، أدّى أهالي حي السليمانية وغيرها من أحياء…
ضمن معركة ردع العدوان والتقدم العسكري وتحرير مدينة حلب نفذ العقيد مازن حمود محمد وعصابته…