إزالة الرموز الفلسطينية من مدخل مخيم اليرموك تثير استياء اللاجئين
مخيم اليرموك هو مخيم للاجئين الفلسطينيين في دمشق، ويعتبر أكبر المخيمات في سوريا. وبعد بدء الثورة السورية في عام 2011، تعرض المخيم لأضرار كبيرة وانتشرت المعارك داخله، وخلال الأعوام التالية تفاقمت الأوضاع الإنسانية في المخيم، حيث تعرضت الأحياء الداخلية فيه للدمار والحصار المتكرر والقصف المتواصل من قوات النظام وميليشيات الفلسطينية الموالية للأسد.
كان المخيم تحت حصار دام لعدة سنوات، مما تسبب في تدهور كبير في الوضع الإنساني داخل المخيم، حيث تعرض السكان لنقص في الطعام والماء والأدوية والمساعدات الإنسانية الضرورية الأخرى. كما تعرضت الأحياء الداخلية لقصف شديد من الطيران الحربي لقوات النظام، مما أدى إلى دمار كبير وتشريد العديد من السكان.
أعرب نشطاء ولاجئون فلسطينيون عن استياء شديد إزاء تغييرات أجرتها محافظة دمشق على رمزية مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتأهيل التي شملت مدخل المخيم. وقد أثارت هذه التغييرات استغراب الأهالي، حيث تم إزالة كافة الرموز الفلسطينية، بما في ذلك الأعلام وصور الشهداء الفلسطينيين، من المدخل الرئيسي للمخيم، كما تم حذف كلمة “مخيم” واستبدالها بـ”شارع اليرموك”، بالإضافة إلى استخدام مصطلح “منطقة اليرموك” بدلاً من “مخيم اليرموك”. ويخشى الأهالي من وجود مخطط جديد يهدف إلى تمييع فكرة المخيم وطمس هويته، التي رمزت للشتات والمعاناة والكفاح الفلسطيني منذ نكبة فلسطين عام 1948.
وما زالت العديد من أحياء مخيم اليرموك مغلقة بسبب أطنان من الأنقاض، وحتى الآن لم تتحرك محافظة دمشق لترحيلها، ومن بين هذه الأحياء العروبة والتقدم و8 آذار ومجد الكروم، وهي تضم الشريحة الأكبر من أهالي المخيم الفقراء الذين لا يملكون القدرة على دفع إيجارات منازلهم في دمشق وضواحيها.
شاهد أيضاً : تصريح وزير الخارجية التركي بشأن لقاء إردوغان والأسد
على الجانب الآخر، قدمت لجنة المجتمع الأهلي في مخيم اليرموك مبادرة “يد بيد” إلى محافظة دمشق، بهدف تحسين الواقع الخدمي وتنظيف الأتربة من أول مخيم اليرموك إلى شارع لوبية. وبعد عدة أيام من تقديم المبادرة، قامت المحافظة بالاستجابة لها وبدأت بتنفيذها في الحادي عشر من شهر مارس 2023، بالتعاون مع أهالي مخيم اليرموك ولجنة المجتمع الأهلي، وبحضور المحافظ وأعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء الأقسام. تهدف المبادرة المشتركة إلى عودة أصحاب المنازل وإحياء الفعاليات الاقتصادية والمساهمة في عمليات الإعمار.
وفي الأونة الأخيرة، تم البدء في إزالة الأنقاض وإعادة الإعمار في بعض المناطق الداخلية في المخيم، وذلك بعد تحركات محلية ودولية وجهود المنظمات الإنسانية. ومن المأمول أن يتم إعادة الإعمار وتحسين الأوضاع في المخيم في المستقبل، لكن لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه هذه الجهود، بما في ذلك الوضع الأمني والمالي في سوريا.