إئتلاف سوريا : بين التحديات وضرورة إعادة الثقة

إئتلاف سوريا : بين التحديات وضرورة إعادة الثقة
عقد الإئتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة اجتماع الهيئة العامة للائتلاف بدورتها الـ69 الإسبوع الماضي ، في مقر الحكومة السورية المؤقتة في ريف حلب.


قدّم خلاله رئيس الائتلاف هادي البحرة إحاطة حول تطورات الملف السوري سياسياً وميدانياً .   
تحدث فيها عن آخر التطورات السياسية في الملف السوري، مشيراً إلى ضرورة وضع الملف على سلم اولويات المجتمع الدولي وتحديداً أمام الدول الفاعلة والمؤثرة ، التي لاتزال تتعامل مع الملف وفق سياسة إدارة الأزمة ، بدلاً من اتباع سياسات تسهم في إيجاد حل سياسي لها تؤدي إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن وعلى راسها القرار رقم ٢٢٥٤ .


وقال البحرة: إن استمرار هذه السياسات من قبل الدول، سيؤدي إلى ازدياد معاناة السوريين، وإن إهمال تطلعات الشعب السوري، واستمرار حالة الجمود، لا يمكن قبولها من السوريين ، وأكبر إثبات لذلك هو انتفاضة السويداء السلمية التي طالبت بالحل السياسي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ، كما أن استمرار حالة الجمود هذه تتسبب  في استمرار الأزمة الاقتصادية في سوريا ، وبالتالي فإن استمر هذا الجمود في العملية السياسية، فإنه سيؤدي إلى استمرار تآكل مؤسسات الدولة. 


مشيراً إلى أن أكبر الخسائر التي تكبدها الشعب السوري هي خسارته للموارد البشرية، فقد خسر القطاع الصحي سبعون بالمائة من كوادره التي أصبحت بات خارج سوريا، والنسبة نفسها او أكثر في باقي القطاعات ،  وهذا يضع على عاتقنا كإئتلاف مسؤولية إيجاد حلول تعيد الأمل للسوريين وتحفزهم على البقاء في وطنهم، وهذا الشيء يتطلب تحقيق بيئة آمنة ومستقرة في الشمال السوري. 


ثم أضاف قائلاً أن تعزيز شرعية الائتلاف الوطني تكون من خلال تواجده في المناطق المحررة، وفي تمكين الحكومة المؤقتة وقدرتها على تقديم الخدمات للأهالي وتحقيق الأمن والاستقرار، وتدوير عجلة الاقتصاد التي تساعد على خلق فرص عمل للمواطنين ، من خلال تهيئة الظروف الملائمة للاستثمار في هذه المناطق .
وأضاف البحرة أن بقاء السوريين في المناطق المحررة يتطلب تهيئة ظروف معيشية جيدة ، وتفعيل نظام التعليم وإيجاد فرص العمل للشباب، وتحقيق الأمن والعدالة في المنطقة، وإتمام مشروع الجيش الوطني تحت قيادة وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة.


وتحدث البحرة حول زيارته إلى عدة مناطق ضمن الشمال السوري، منوهاً بأنه اطلع على ماتقوم به المجالس المحلية، وبحث مع المسؤلين فيها سبل تخطي الصعوبات والعقبات التي تواجه عملهم ، وأهم احتياجات السكان في المنطقة.
والتقى بعض الوفود الشعبية وأشار إلى أن المطلب الأساسي الذي سمعه في كل اللقاءات الشعبية مع الوجهاء والهيئات الثورية والناشطين هو ضبط الأمن والحد من الفوضى وإقامة سلطة مركزية في المناطق المحررة.   
وأردف البحرة أن عمليات التطبيع مع نظام الأسد، رد عليها السوريين بالخروج بالمظاهرات التي تطالب بإسقاط نظام الأسد وتحقيق الانتقال السياسي وفق القرار الأممي 2254.


وتحدث رئيس الائتلاف عن أوضاع المهجّرين واللاجئين السوريين في لبنان اللذين يتعرضون لانتهاكات كبيرة وعن رفضهم القاطع للعودة إلى نظام الأسد، مشيراً إلى أنه ينبغي العمل على تهيئة الظروف في المناطق المحررة لعودة اللاجئين الذين يرغبون بذلك، وطالب برفع مستوى الدعم الدولي المقدّم للشمال من أجل تغطية الاحتياجات اللازمة لكل النازحين والمهجّرين.


ثم تحدث عن اللقاءات التي أجراها خلال الفترة الماضية مع عدد من المسؤولين والدبلوماسيين الدوليين حول الملف السوري، متحدثاً عن سبل رفع تراتبيته ليعود مجدداً على رأس سلم أولويات الدول الفاعلة.
مؤكداً على أن ملف المعتقلين حاضر في كل الاجتماعات التي يعقدها الائتلاف مع الجهات الدولية، من حيث المطالبة بالضغوط الجدية على حلفاء النظام لإطلاق سراح آلاف المعتقلين، الذين ما زالوا قابعين في سجون النظام لمجرد أن لديهم رأياً سياسياً يعارض نظام الإجرام والاستبداد.


وفي نهاية حديثه وجه رئيس الائتلاف الوطني السوري التحية للشعب السوري العظيم على صموده وصبره وإصراره على تحقيق أهدافه ومطالبه وتطلعاته المشروعة إلى دولة الحرية والعدالة والقانون، بالرغم من تحالف قوى الشر بجيوشها وميليشياتها ضده، وعلى الرغم من كل الخذلان الدولي الذي عاناه وما يزال يعانيه منذ 12 سنة.


من خلال متابعة هذا الإجتماع وقراءة ما قاله البحرة وماقاله أعضاء الهيئة السياسية الذين قدموا إحاطة عن أعمالهم والتي ربما نعود إليها في مقال آخر يلاحظ أن الإئتلاف يريد العودة والتقرب إلى الحاضنة الشعبية في الشمال والتي فقد أغلبيتها بسبب سياساته الخاطئة خلال السنوات الماضية وأن كل مايطرحه هو وعود وكلام لايطبق على أرض الواقع ولذلك لن يجد صدى لدى الناس لأن المواطنين يريدون أفعال لا اقوال.

شاهد أيضاً: الموحدون المسلمون الدروز اتهامات بين التكفير والانفصالية
كما أنه يلاحظ أن الكثير من الكلام مكرر وقد مل المواطنين سماعه من قيادة الإئتلاف التي خبرها الناس وعرف ضعفها وتفريطها بحقوقه ومايلفت الإنتباه هنا هو الحديث عن إطلاق سراح الآلاف من المعتقلين الذين يدعي الإئتلاف أنه كان حاضراً في كل إجتماعاته مع الدول وهنا يبرز تساؤل برسم الإئتلاف كيف يطالب بآلاف علماً بأن عدد المعتقلين وفق العديد من شبكات حقوق الإنسان المستقلة هو حوالي 135 ألفا و253 شخصا بينهم 3684 طفلا و8469  امرأة، لا يزالون قيد الاعتقال، بينهم 95696 قيد الاختفاء القسري على يد قوات النظام السوري منذ مارس/ آذار 2011 حتى أغسطس 2022″.


بحسب تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان (مستقلة) وهذا يعطي إجابة واضحة عن مدى اهتمام الإئتلاف بهذا الملف فأين الثرى من الثريا .
وكذلك بخوف الإئتلاف على تآكل مؤسسات الدولة ولانعلم عن أي مؤسسات يتحدث وهذا الكلام يعطي انطباعا للمتابع المستقل أو الخارجي بأن سورية هي دولة فيها مؤسسات وهذا مايخالف حقيقة وضع مايسمى بالدولة في سوريا التي لم يكن فيها مؤسسة حقيقية وقادرة على تقديم خدماتها بعيداً عن سطوة الأمن والاستبداد التي لايوجد سواها مؤسسة في سورية وهي التي قمعت المواطنين ولذلك فإن تآكلت فهي غير مأسوف عليها لأن غالبية السوريون يريدون تآكل هذه المؤسسة والخلاص منها على عكس خوف الإئتلاف عليها.


نستطيع رصد الكثير من التناقض مابين المواطنين وكلام رئيس الإئتلاف وإن كل منهما في واد وأن الإئتلاف لايزال يغرد خارج السرب وبيعداً عن تطلعات السوريين الذين يعلمون أن كل محاولات الإئتلاف بالتقرب منهم ستبوء بل الفشل مالم تتغير الطريقة التي يدير بها الإئتلاف المحادثات والمفاوضات ومالم تتغير الكثير من الوجوه المتصدرة لهذه المؤسسة التي ملوا رؤيتها ومالم يصحح مسار الإئتلاف ويتسلم قيادته من هم أكثر قدرة على العمل من اجل مستقبل سوريا وشعبها فهل لدى قيادة الإئتلاف القدرة على التغيير وإعلان فشلها في إذارة الملف وأن تخلي مكانها لمن يستطيع حمل هذا العبئ عنهم وأن يعودوا إلى مكانهم بين السوريين كمواطنين يتطلعون لقيام دولة القانون التي من أجلها قامت ثورة الكرامة.


هذا ماينتظره أغلب السوريون منهم لأنه أفضل من الكلام المنمق الذي لايسمن ولايغني من جوع والذي أنسب مايمكن أن يقوله المواطن بعد كل هذه السنين إنني أسمع جعجعة ولا أرى طحيناً فهل تستطيع قيادة الإئتلاف أن تريه الطحين فعلاً.
ربما نعم وربما لا والكرة في ملعب هذه القيادة التي لاتزال متشبثة بكراسيها.

شاهد أيضاً: الائتلاف و المؤقتة : الصمت المخزي أمام قتل المدنيين في إدلب

عبد التركي

Recent Posts

عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على تدمر شرق حمص

اعترف نظام الأسد بسقوط عشرات القتلى والجرحى، جراء قصف إسرائيلي شرق حمص.

18 ساعة ago

الإفراج عن شابين من أبناء السويداء من معتقلات نظام الأسد

أفرجت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري عن شابين يافعين من أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا،…

18 ساعة ago

كيف يدفع المهجرون في الشمال السوري ثمن بقاء الأسد؟

في السنوات الأخيرة، شهد الشمال السوري تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والاقتصادي، حيث تأثرت الحياة…

يومين ago

منسقو الاستجابة: أكثر من 6.6 مليون نسمة يقطنون شمال غربي سوريا

كشف فريق منسقو استجابة سوريا عن التركيبة السكانية في شمال غربي سوريا.

3 أيام ago

بعد 5 سنوات.. الأسد يصدر عفواً خاصاً عن صحفي أردني

أطلق نظام الأسد اليوم الإثنين 18 تشرين الثاني، سراح المصور والصحفي الأردني "عمير الغرايبة"، الذي…

3 أيام ago

عاصفة مطرية تضرب مخيمات النازحين وتسبب بأضرار مادية شمال سوريا

ضربت عاصفة مطرية قوية مناطق ريف حلب الشمالي الليلة الماضية، وخلفت أضراراً في البنية التحتية…

3 أيام ago