Categories: سوريا

أزمة مياه حادة تهدد الحياة والزراعة في دير الزور والحسكة

تواجه منطقة شمال دير الزور وجنوب الحسكة في سوريا أزمة مياه غير مسبوقة، تهدد حياة السكان وتعطل النشاط الزراعي بشكل كبير. أكثر من 25 قرية ومنطقة تفتقر إلى المياه منذ شهر، مما جعلها مناطق شبه منكوبة. تقارير متعددة تؤكد أن المياه المتاحة غير صالحة للشرب، حيث بلغ سعر البرميل الواحد 12,000 ليرة سورية، ما يعكس الصعوبات الهائلة التي يواجهها السكان في تأمين المياه اللازمة.

تفاقمت المشكلة مع انقطاع المياه المفلترة، الضرورية للشرب، والتي بلغ سعر البرميل منها 25,000 ليرة سورية. كما تعاني المناطق المتضررة من تلوث المياه المباعة بواسطة الصهاريج، مما يزيد من المخاطر الصحية العامة. يعتمد السكان بشكل كبير على قناة ري الخابور للحصول على المياه، لكن القناة توقفت عن العمل بسبب أعمال الصيانة المستمرة حتى منتصف الشهر المقبل. هذا التوقف أثر سلباً على المشاريع الزراعية، حيث تم إبلاغ السكان بعدم زراعة المحاصيل الصيفية لعدم توفر المياه اللازمة.

كما زاد ارتفاع أسعار المياه بشكل جنوني من معاناة السكان. في منطقة الصور، رغم قربها من مصادر المياه، وصل سعر البرميل إلى 15,000 ليرة سورية. المياه المعقمة، التي كانت تُباع بسعر 5,000 ليرة سورية، ارتفع سعرها الآن إلى 35,000 ليرة سورية، مما يجعل الحصول على مياه نظيفة تحديًا صعبًا لكثير من الأسر.

في حين تتطلب الأزمة تدخلاً إنسانياً عاجلاً ودعماً دولياً لضمان توفير المياه النظيفة والصالحة للشرب للسكان. يعتمد سكان الخابور بشكل كبير على الزراعة من قناة الري، ولكن أعمال الصيانة المقررة لقناة ري الخابور أثرت بشكل كبير على قدرتهم على زراعة المحاصيل الصيفية، مما يهدد بفقدان مصادر دخل حيوية ويزيد من الأعباء الاقتصادية على الأهالي.

تتجاوز الأزمة نقص المياه، لتشمل تدهور نوعية المياه المتوفرة، مما يضيف أبعاداً صحية خطيرة. تبيع الصهاريج مياه غير نقية تحتوي على ملوثات، مما يزيد من مخاطر الصحة العامة، ويهدد بانتشار الأمراض المنقولة بالمياه الملوثة، خاصةً بين الأطفال وكبار السن. يعيش الأهالي في قلق دائم بسبب عدم قدرتهم على الحصول على مياه نظيفة للشرب والطهي، مما يتطلب تدخلات عاجلة لضمان توفير مياه نظيفة ومعقمة للسكان.

المنظمات الإنسانية والدولية مدعوة لتكثيف جهودها لتقديم الدعم اللازم، سواء عبر توفير المياه أو تحسين البنية التحتية للمياه في المنطقة. يجب على المجتمع الدولي العمل على دعم مشاريع مستدامة لضمان توفير المياه النظيفة بشكل دائم. هذه الأزمة الحادة تتطلب استجابة سريعة وشاملة للتخفيف من معاناة السكان وضمان حصولهم على احتياجاتهم الأساسية من المياه.

التداعيات اليومية لهذه الأزمة على حياة السكان لا تقتصر على الجوانب الصحية والاقتصادية فقط، بل تمتد إلى جوانب حياتية أخرى. الأطفال والطلاب يجدون صعوبة في التركيز في دراستهم بسبب نقص المياه، والأسر تجد نفسها مجبرة على تقليل استخدام المياه إلى الحد الأدنى، مما يؤثر على النظافة الشخصية والصحة العامة.

في ظل هذه الظروف القاسية، يحتاج السكان إلى دعم فوري ومستدام لضمان حصولهم على مياه نظيفة وآمنة. التدخلات الإنسانية الفعالة يمكن أن تساهم في تخفيف حدة الأزمة وضمان حياة أفضل للأهالي في شمال دير الزور وجنوب الحسكة.

شاهد أيضاً : حادث سير يودي بحياة شاب وإصابة طفلين في شمال غرب سوريا

فريق التحرير

Recent Posts

الأول من نوعه في الشمال السوري: مركز للإخصاب ومعالجة العقم

يعكس إنشاء مركز متخصص للإخصاب في مناطق شمال غرب سوريا التزام القطاع الصحي بتقديم أفضل…

8 ساعات ago

الجيش الإسرائيلي يتوغل في ريف القنيطرة ويعتقل شخصاً

اعتقلت قوات إسرائيلية متوغلة داخل الأراضي السورية شخصاً في ريف القنيطرة.

8 ساعات ago

ميليشيا قسد تشن حملة دهم واعتقالات شرق دير الزور

شنت ميليشيا قسد حملة دهم واعتقالات في ريف دير الزور الشرقي.

9 ساعات ago

عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على تدمر شرق حمص

اعترف نظام الأسد بسقوط عشرات القتلى والجرحى، جراء قصف إسرائيلي شرق حمص.

يوم واحد ago

الإفراج عن شابين من أبناء السويداء من معتقلات نظام الأسد

أفرجت الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري عن شابين يافعين من أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا،…

يوم واحد ago

كيف يدفع المهجرون في الشمال السوري ثمن بقاء الأسد؟

في السنوات الأخيرة، شهد الشمال السوري تحولاً كبيراً في المشهد السياسي والاقتصادي، حيث تأثرت الحياة…

يومين ago