هل للجولاني دور في قتل خصومه عبر التنسيق مع التحالف الدولي
طائرات التحالف الدولي تستهدف شخصيات في مناطق سيطرة الجولاني
استهدفت طائرات التحالف الدولي في محافظة إدلب القيادي في تنظيم “حراس الدين” المدعو “أبو عبد الرحمن المكي”، وهو سعودي الجنسية، وذلك حسب ما أفادت به مصادر إعلامية مرتبطة بـ”هيئة تحرير الشام”. ورغم تداول اسمه على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي بالمنطقة، لم يصدر تأكيد رسمي من الجهات المعنية أو إعلان من الجانب الأمريكي بتحمل المسؤولية عن الهجوم حتى وقت نشر الخبر.
ووفقًا لتقارير فقد استهدفت طائرة مسيّرة دراجة نارية كان المكي يستقلها، باستخدام صواريخ من نوع “HELLFIRE”. شهود عيان أكدوا أن الطائرة أطلقت صاروخين، الأول أصاب مقدمة الدراجة والثاني أصاب قدم المكي اليسرى، مما أدى إلى تشويه جسده وتناثر أشلاء الدراجة على مسافة تزيد عن 75 مترًا بفعل قوة الانفجار.
وأفادت فرق الدفاع المدني السوري، المعروفة باسم “الخوذ البيضاء”، بأنها تلقت بلاغًا عن حادث الاستهداف في قرية إحسم. عند وصول الفرق، وجدوا الدراجة النارية مدمرة بشكل كامل والنيران مشتعلة بجانب الطريق في الأراضي الزراعية. وبعد الفحص الميداني، تبين أن القصف نُفذ بصاروخين سقطا على بعد حوالي متر ونصف من بعضهما البعض، بينما كانت الجثة بعيدة عن مكان سقوط أقرب صاروخ بنحو ثلاثة أمتار. قامت فرق الإنقاذ بنقل الجثة إلى الطبابة الشرعية في إدلب بعد تسليمها لفريق الإسعاف.
من هو أبو عبد الرحمن المكي؟
شغل المكي منصب عضو مجلس الشورى في تنظيم “حراس الدين”، فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، وكان سابقًا قائدًا عسكريًا في فصيل “جند الملاحم” بين عامي 2016 و2017 قبل تغيير اسمه إلى “حراس الدين”. التنظيم خسر العديد من قياداته الشرعية والعسكرية على مدار السنوات الماضية، وسط ضغوط متزايدة من فصائل عسكرية أخرى، وخاصة “هيئة تحرير الشام” التي تسيطر عسكريًا على إدلب.
سجن المكي في “هيئة تحرير الشام” في يونيو 2020، نفذت “تحرير الشام” حملة اعتقالات استهدفت قيادات “حراس الدين”، بينهم “أبو يحيى الجزائري” و”أبو عبد الرحمن المكي”. وفي أكتوبر 2020، دعا القيادي في “حراس الدين” أبو محمد السوداني إلى التحاكم بسبب التوترات بين الفصيلين، مطالبًا بالإفراج عن المكي ووقف الحملة الأمنية ضد “حراس الدين”.
وفي نوفمبر 2021، دعت مجموعة من قيادات ومقاتلين من شبه الجزيرة العربية “تحرير الشام” إلى الإفراج عن المكي وعدد من المعتقلين الآخرين، محتجة على سوء معاملته وحبسه الانفرادي وسوء التغذية والرعاية الصحية. وعلى الرغم من تقديم شفاعة لأبو محمد الجولاني، قائد “تحرير الشام”، من قبل أكثر من 150 شخصًا العسكريين و القادة وعلماء، إلا أن القضاة في “الهيئة” رفضوا هذه الطلبات، ما يشير إلى استمرار الخلافات بينهم.
السؤال الذي يثار هنا هو ما إذا كانت “هيئة تحرير الشام” تلعب دورًا في التخلص من خصومها من خلال التعاون مع جهات خارجية، أم أن العمليات التي تستهدف خصوم الجولاني في إدلب تحدث بشكل عشوائي وبمحض الصدفة.
هذا الموضوع يثير الكثير من التكهنات، خاصة مع تواتر عمليات استهداف قيادات في “حراس الدين” وغيرها من الجماعات المعارضة لـ”هيئة تحرير الشام”. يبقى الأمر غير مؤكد بشكل قطعي، لكن تزامن هذه الأحداث يثير تساؤلات حول احتمال وجود تنسيق أو استفادة غير مباشرة من هذه العمليات لتعزيز سيطرة الهيئة وإضعاف خصومها في المنطقة.
اقرأ أيضاً: انفجار دراجة نارية في عفرين يُسفر عن إصابة مدني