نداء استغاثة من مخيمات باب السلامة إلى الجهة المسؤولة عن المنطقة
نداء استغاثة من مخيمات باب السلامة إلى الجهة المسؤولة عن المنطقة
لا تختلف معاناة المخيمات داخل الأراضي السورية عن بعضها البعض، فجميعها تشترك في نفس الظروف القاسية على طول الشريط الحدودي مع تركيا، حيث تشكل المخيمات بخيامها البالية لوحة مأساوية تجسد معاناة النازحين. الواقع في ريف حلب الشمالي، شمال بلدة سجو على الحدود السورية التركية، ليس استثناءً من هذه المعاناة.
في مشهد مؤلم يعكس تفاقم أزمة النازحين، يوجه سكان مخيمي باب السلامة القديم والجديد نداء استغاثة إلى منظمات المجتمع المدني الإغاثية والإنسانية للتدخل العاجل. فقد توقفت المساعدات، مما أدى إلى تدهور حاد في الحصول على مياه الشرب وتردي الظروف الصحية والبيئية. منذ الأول من سبتمبر، توقفت المنظمة المسؤولة عن تقديم الخدمات، مما ترك النازحين في مواجهة أوضاع كارثية خلال أيام قليلة من غياب الدعم.
يعيش في المخيمين أكثر من 20 ألف نازح ومهجر، موزعين بين 1650 عائلة في مخيم السلامة القديم و1500 عائلة في المخيم الجديد. هؤلاء النازحون، الذين هُجّروا قسراً من مدنهم وبلداتهم بفعل نظام الأسد وميليشيا قسد، ينحدرون من أفقر الفئات المجتمعية، ولم يجدوا بديلاً للسكن سوى هذه المخيمات، رغم تدهور أوضاعها بشكل كبير.
المعاناة لا تقتصر على نقص المياه والخدمات الأساسية، إذ تعاني المخيمات من تراكم القمامة بسبب عدم تفريغ الحاويات بانتظام، ما أدى إلى انتشار القوارض والحشرات التي تهدد الصحة العامة. ومع تفاقم هذه الظروف، يزداد خطر انتشار الأمراض المعدية والأوبئة، مما ينذر بوقوع كارثة بيئية وصحية.
في ظل غياب دور البلديات التابعة للحكومة المؤقتة والمجالس المحلية المجاورة، يسعى القائمون على المخيمين، وهم من سكانه أيضًا، إلى تقديم العون للأهالي من خلال التواصل مع الجهات المحلية والمنظمات الإغاثية التركية العاملة في الشمال السوري، على أمل تحسين الأوضاع وتخفيف المعاناة.
يقول مدير مخيم السلامة القديم، السيد محمد غسان موسى، لوكالة الصحافة السورية: “نعمل بشكل دائم على خدمة أنفسنا وأهلنا، ولو بجهود فردية. استطعنا قبل أيام قليلة جلب سيارات نقل القمامة من مجلس سجو، وقمنا بإزالة القمامة كي لا تنتشر الأمراض المزمنة في المخيم. بالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع القاطنون في المخيم شراء صهريج المياه الذي يبلغ سعره 100 ليرة تركية، علمًا بأن الأهالي ليس لديهم القدرة على تأمين قوت يومهم.”
يضيف محمد: “هناك غياب كامل للمنظمات عن المخيم، والأهالي لا يملكون القدرة. يجب على المنظمات التحرك بشكل عاجل كي لا يتم استغلال أهالي المخيم من بعض ضعاف النفوس. نسعى كإدارة المخيم والوجهاء القاطنين فيه إلى تقديم العون للأهالي، ونناشد كل الجهات المحلية والدولية والمجالس المحلية للنظر في أوضاعنا.”
يأتي هذا النداء العاجل في ظل صمت مستمر من الجهات المعنية، رغم الحاجة الملحة لتدخل سريع من قبل المنظمات الإنسانية لإعادة تزويد المخيم بالمياه والخدمات الأساسية، وضمان ترحيل النفايات المتراكمة بشكل فوري. استمرار الوضع على ما هو عليه يهدد بحدوث كوارث لا يمكن السيطرة عليها، مما يعرض حياة الآلاف من النازحين لخطر حقيقي.
لذلك، يناشد سكان مخيمي باب السلامة القديم والجديد جميع المنظمات المحلية والدولية للتحرك العاجل لتقديم العون والمساعدة، والحد من هذه المعاناة المتفاقمة. إن بقاء هذا الصمت وعدم التدخل سيؤدي إلى تدهور أكبر في حياة هؤلاء النازحين الذين ينتظرون بصيص أمل يخفف من آلامهم ويعيد لهم بعضًا من كرامة الحياة.
اقرأ أيضاً: عمليات التهريب بين مناطق نظام الأسد و حزب الله