سوريا

محكمة أميركية تغرم نظام الأسد بـ 364 مليون دولار

محكمة أميركية تغرم نظام الأسد بـ 364 مليون دولار لصالح عائلتي جنديين أمريكيين

ألزمت محكمة اتحادية في العاصمة الأميركية “واشنطن” نظام الأسد بدفع تعويضات عقابية بقيمة تصل إلى أكثر من 300 مليون دولار أميركي لصالح عائلتي جنديين أميركيين اللذين قُتلا بعد تعرضهما للتعذيب على يد مجموعات إرهابية مدعومة من دمشق في العراق، قبل أكثر من 15 عامًا.

وأصدرت المحكمة الجزئية الأميركية، قرارًا عن القاضي ريجي والتون، بتغريم نظام الأسد مبلغًا قدره 364 مليون دولار أميركي، كتعويض لصالح أسرتي الجندي بايرون فوتي19) عامًا) وهو من مدينة أكسفورد بولاية ميشيغان، والرقيب أليكس جمينيز25) عامًا) وهو من مدينة لورانس بولاية ماساتشوستس، عن الأضرار التي لحقت بهم، بعد أن لقيا مصرعهما في العراق، إثر هجوم إرهابي.

وجاء هذا القرار القضائي في حكم سابق أصدره قاضي المحكمة والتون في تموز/ يوليو الفائت، وحمّل فيه مسؤولية نظام الأسد بمقتل الجنديين فوتي وجيمنيز، بعد استهداف إرهابيين لنقطة مراقبة عسكرية في قرية الطاقة قرب منطقة اليوسفية جنوب بغداد في 12 أيار 2007، وأسفر عن ذلك الهجوم مصرع أربعة جنود أميركيين ومترجم عراقي، وخلال الهجوم ت اختطاف فوتي و جيمنيز وجندي آخر يدعى جوزيف أنزاك جونيور20 عامًا وهو من تورانس بولاية كاليفورنيا، وفي حين عُثر جثة جونيور بعد 10 أيام من الهجوم في نهر الفرات، وفيما لم يُعثر على رفات الجنديين فوتي وجيمنيز إلا بعد مرور عام على الاستهداف، في صيف تموز 2008، حيث تم التعرف على رفاتهما من خلال سجلات الأسنان.

رفع دعوى قضائية ضد نظام الأسد لدعمه للإرهاب

وفي قت سابق رفع المحامي الأميركي رون جينكيز دعوى قضائية ضد نظام الأسد في عام 2018، نيابةً عن عائلتي الجنديين فوتي التي انضمت إل الدعوى بأربعة أفراد، وبينما عائلة جيمينيز التي ضمت ثمانية أفراد بالإضافة إلى ممتلكات الجنود، ولم تكن عائلة الجندي جونيور طرفًا في هذه الدعوى، وقد اعتبر المحامي جينكيز أن نظام الأسد بدعمه للإرهابيين (تنظيم الدولة الإسلامية السابق في العراق) مكّنهم من اختطاف وتعذيب وقتل الجنديين فوتي وجيمينيز.

ومن جانبه، أكد القاضي والتون في حكمه السابق في تموز الفائت، أن دعم الإرهابيين كان جزءًا من مخطط منسق من قبل حكومة دمشق، لاستهداف القوات الأميركية في العراق.

وأفادت وسائل إعلام أمريكية، أن محاكمة القضية تمت بموجب قانون “حصانات السيادة الأجنبية”، الذي يمنح المحاكم الأميركية السلطة القضائية على دولة أجنبية دخلت في دائرة “الإرهاب”، أو قدمت الدعم المادي لجماعة “إرهابية” تؤدي إلى إصابة أو قتل مواطنين أميركيين.

ونوّه المحامي جينكيز أن “التعويض عن الأضرار التي تعرض لها الجنود هو تعويضٌ لأسرهم ويعد تحقيقًا للعدالة، رغم أن أي مبلغ من المال لا يمكنه تعويض خسارة أبنائهم”، مشيرًا إلى أن نتائج حكم القضية جاءت نتيجة “عوامل مشددة” مما أدى إلى إصدار حكم بالتعويض بمبلغ كبير للغاية، وقدره 364 مليون دولار أميركي.

إجراءات تنفيذ قرار المحكمة

أوضح المحامي رون جينكيز أن الولايات المتحدة “ستتخذ عدة إجراءات لتنفيذ قرار المحكمة، مثل أن تقوم بتجميد الأصول السورية في الولايات المتحدة أو محاولة مصادرتها في الخارج، مع ذلك أكد جينكيز أن تنفيذ هذه الإجراءات “ليس بالأمر السهل”، ولكنه شدد على متابعته للقضية والتزامه بها، ولو استغرقت سنوات طويلة وسيعمل على تنفيذها حتى تتحقق العدالة.

وتجدر الإشارة أن نظام الأسد اعتبر نفسه غير معنيٍّ بهذه القضية، حيث لم يرد على الشكوى ولم يرسل ممثلًا عنه لحضور جلسات المحكمة، ولكن رغم ذلك سيتم إخطاره بقرار المحكمة الذي قضى بتغريمه.

اقرأ أيضاً: جرحى بانفجار عبوة ناسفة وسط درعا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى