سوريا

مجزرة الجورة والقصور.. وصمة عار على جبين نظام الأسد

سوريون يحيون الذكرى الـ 12 لإحدى أفظع المجازر التي ارتكبها الأسد في سوريا

أحيا السوريون الذكرى الـ 12 لارتكاب نظام الأسد واحدة من أبشع المجازر في تاريخ دير الزور، مجزرة الجورة والقصور التي عرفت بـ”الثلاثاء الأسود”.

لم تكن “مجزرة الجورة” التي ارتكبتها قوات الأسد في 25 أيلول / سبتمبر 2012، مجرد حادثة قتل عادية بل كانت إبادة جماعية ممنهجة بحق المدنيين الأبرياء الذين لم يكن لهم أي ذنب سوى أنهم طالبوا بالحرية.

في ذلك اليوم المظلم، اقتحمت قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة حيّي الجورة والقصور، حيث طوقت المنطقة بالكامل وبدأت عمليات إعدام ميدانية عشوائية، لم تكن هذه الأحياء تحتوي على أي مظاهر مسلحة، بل كانت مكتظة بالنازحين الذين هربوا من مناطق القتال، ولكن نظام الأسد، بوحشيّته المعتادة، قرر الانتقام من المدنيين الأبرياء.

الجرائم التي ارتكبتها قوات الأسد في ذلك اليوم لم تكن مجرد قتل عادي، بل تجاوزت كل الحدود، تم ذبح الرجال والنساء والأطفال، وحرق العائلات داخل منازلهم، كما ارتكبت القوات المهاجمة عمليات قتل وحشية، وامتلأت الشوارع بالجثث التي تم التمثيل بها، العشرات قُتلوا حرقًا في الأفران أو ذبحاً بالسكاكين، وبعض الجثث احترقت لدرجة لم يُعرف أصحابها.

لم يقتصر الإجرام على المدنيين العاديين، بل شمل أيضاً تصفية العديد من رموز المجتمع الديري، من أبرزهم الروائي إبراهيم الخريط وولديه، الذين تم إعدامهم ميدانياً بإطلاق النار عليهم مباشرة، هذه الجرائم كانت رسالة واضحة من النظام المجرم للسوريين: “كل من يقف في وجهي سيكون مصيره الموت”.

وفي شهادته على المجزرة وخلال حديث خاص مع وكالة الصحافة السورية، قال “جاسم علاوي” إن حيّ الجورة في ذلك الوقت لم يكن خاضعاً لسيطرة الجيش الحر أو نظام الأسد، وتم توثيق 460 شخص قضوا في هذه المجزرة.

وأضاف “جاسم” أن الحملة بدأت صباح ذلك اليوم في الساعة السابعة، حيث تم تطويق حيّ الجورة من جميع محاوره، تزامناً مع قطع الاتصالات وتحليق مكثف لطائرات الأسد المروحية.

ولفت إلى أن القوات المهاجمة ارتكبت مجازر جماعية من بينها حرق عمّال في مخبز النعمة بتهمة بيعهم الخبز لعناصر في الجيش الحر.

من جانبها تحدثت “ريم سعد” ابنة دير الزور عن مشاهداتها في تلك المجزرة، وأكدت أن عناصر قوات الأسد انتشروا على طريق المقبرة في حي الجورة وقتلوا بشكل مباشر كل شخص كان يمر من المنطقة، قبل أن يحرقوا جثامينهم.

وأوضحت “ريم” أن عناصر ينتمون لميليشيا الدفاع الوطني وقوات الأسد اقتحموا حي القصور وهم يحملون السيوف والأسلحة، وقاموا مع قوات الأسد بإخراج المدنيين من بيوتهم وإيقافهم مقابل جدران منازلهم، قبل أن يقوموا بإطلاق النار عليهم وقتلهم.

أكثر من 400 شهيد، وربما أكثر، كانوا ضحايا تلك المجزرة، الأرقام المعلنة لا تعكس حجم الكارثة، حيث استمرت الجثث بالظهور في الأيام والأسابيع التي تلت المجزرة، وبعض الجثث دفنت في مقابر جماعية لم يتم اكتشافها إلا لاحقاً، وحتى اليوم، لا تزال هناك عائلات لم تتمكن من العثور على أبنائها المفقودين.

رغم مرور أكثر من عقد على هذه المجزرة، لم تتم محاسبة أي من مرتكبيها، النظام السوري بقيادة بشار الأسد، لا يزال يرتكب المجازر يومياً دون أن يواجه أي محاسبة أو عقاب دولي، لكن العدالة قادمة لا محالة، ولن تنسى أرواح الضحايا، ولن يهدأ الشعب السوري حتى تتم محاكمة كل مجرم على جرائمه.

مجزرة الجورة والقصور لن تُنسى أبدًا، ستبقى ذكرى محفورة في ذاكرة كل سوري، ورمزاً للجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بحق شعبه، فيما سيواصل السوريون نضالهم حتى تحقيق العدالة، ومحاسبة كل من شارك في هذه المجازر.

اقرأ أيضاً: “هيئة التفاوض” تجتمع مع شخصيات دولية لإيجاد حل سياسي لسوريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى