تركيا: وجودنا العسكري في سوريا يحافظ على وحدتها
أكدت تركيا من جديد أنها لا تنوي سحب قواتها من سوريا في الوقت الحالي، مشيرة إلى قلقها من وجود “تنظيمات إرهابية” على حدودها. وأكدت أن وجودها العسكري في المنطقة يعود بالنفع على سوريا ويساهم في الحفاظ على وحدتها، وأنها لا تطمح لاستيلاء على أراضي سوريا.
حيث قام وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، بزيارة مناطق الحدود السورية في جنوب تركيا برفقة رئيس أركان الجيش وقادة القوات المسلحة التركية. تم تفتيش طول الحدود خلال الزيارة.
قام أكار والوفد المرافق بزيارة مركز “أوفوك” عند نقطة الصفر على الحدود، حيث تمت معاينة الحدود من خلال برج المراقبة في المركز. تلقى إحاطة حول نظام المراقبة على الحدود من خلال الكاميرات الحساسة والحرارية وأنظمة الرؤية الليلية والنهارية. أكد قائد المركز أن النظام لا يسمح بأي عبور غير قانوني للحدود.
أشار أكار إلى أنه لا صحة للادعاءات بشأن وجود عمليات عبور غير قانوني للحدود، وحث السياسيين الذين يروجون لهذه الشائعات على احترام الجهود التي تبذلها القوات المسلحة التركية.
وأضاف أن حدود تركيا مع سوريا والعراق وإيران محمية بنظام شامل يشمل الجدران الخرسانية والأسوار السلكية والخنادق، ويتم تعزيزه بأنظمة المراقبة الإلكترونية التي تعمل على مدار الساعة سواء في المراكز الحدودية أو في مركز العمليات الرئيسي في أنقرة.
وأكد: “لدينا نظام رادار المراقبة وأنظمة الأسلحة الآلية، وأجهزة الأشعة السينية في حال محاولة الإرهابيين اختراق الأنفاق. ونحن نمتلك 60 ألف جندي على الحدود. حدودنا آمنة وتحت السيطرة، ولا ينبغي لأحد أن يشك في أمن الحدود.
وبهذا، أكدت تركيا استمرار تواجدها العسكري في سوريا ورفضها سحب قواتها في الوقت الحالي، مشيرة إلى أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار على حدودها ومنع تسلل العناصر الإرهابية. تركيا تعتبر وجودها العسكري في المنطقة مفيدًا لسوريا وللحفاظ على وحدتها الإقليمية، وتؤكد على أنها لا تسعى للسيطرة على أراضي سوريا.
وفيما يتعلق بمطالبة دمشق بسحب القوات التركية من شمال سوريا كشرط لتطبيع العلاقات، أوضح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن تركيا ليست لديها أي طموحات في الحصول على أراضي أحد، وأن هدفها الرئيسي هو مكافحة الإرهاب. أكد أن تركيا ليست غازية ولا تتطلع للاستيلاء على أراضي أي دولة.
وتساءل أكار خلال مقابلة تلفزيونية عن ما سيحدث للإرهابيين إذا تم سحب القوات التركية، مشيرًا إلى أن تركيا تساهم في وحدة أراضي سوريا وتقوم بإنشاء مركز تنسيق مشترك في سوريا بالتعاون مع روسيا وسوريا وإيران لمكافحة الإرهاب.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن وجود القوات التركية في شمال سوريا يعود بالفائدة على سوريا وتركيا، وأنها لا تشكل تهديدًا لسوريا، بل التهديد هو الإرهاب وعدم الاستقرار. وأشار إلى أن تركيا تعمل على إعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وتعاونت مع نظام الأسد في هذا الصدد.
وأكد أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع الرباعي في موسكو على تشكيل لجنة للتعاون في إعادة السوريين وتلبية احتياجاتهم المختلفة في المجالات الصحية والتعليمية والإسكان والغذاء والطاقة. وأشار إلى أن الدول الخليجية والعربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي تقدم الدعم في هذا الصدد، وأن هناك خطة لإعادة مليون سوري إلى المناطق الآمنة في شمال سوريا،
شاهد أيضاً: مفاوضات موسكو لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا بحضور روسيا وإيران
وتحظى هذه الخطة بدعم من دول مثل السعودية وقطر والإمارات. تهدف الخطة إلى توفير بيئة آمنة ومستقرة للعائدين السوريين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، مثل الرعاية الصحية والتعليم والسكن والغذاء. تتضمن الجهود التعاون مع نظام الأسد والدول الأخرى لضمان عودة اللاجئين بطريقة آمنة وكريمة.
علاوة على ذلك، تؤكد تركيا على أهمية التعاون الدولي في هذا السياق، وتدعو الدول الأخرى والمنظمات الإقليمية والدولية للمساهمة في جهود إعادة إعمار سوريا وتقديم الدعم اللازم للعائدين والمجتمعات المضيفة.
يتم التركيز على ضمان عودة آمنة ومستدامة للسوريين إلى مناطقهم وتقديم الدعم اللازم لإعادة بناء البنية التحتية وتوفير فرص العمل والحياة الكريمة. تعتبر تركيا جهود إعادة الإعمار وتأهيل اللاجئين جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لتحقيق الاستقرار في المنطقة ومكافحة الإرهاب.
بشكل عام، تعتبر تركيا وجودها العسكري في سوريا ضروريًا لمكافحة التهديدات الإرهابية وحماية حدودها والمساهمة في الاستقرار الإقليمي. تؤكد تركيا التزامها بمكافحة الإرهاب ودعم نظام الأسد والشعب السوري في تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.