تداعيات مقتل “حسن نصر الله” تطال السوريين في لبنان و سوريا
مقتل حسن نصر الله كان الحدث الأهم في سوريا و لبنان
بعد أن قدّم النظام السوري تسهيلات لدخول اللاجئين اللبنانيين إلى الأراضي السورية الهاربين من جحيم القصف الإسرائيلي، وخاصة لعائلات عناصر “حزب الله” اللبناني ومؤيديه، فسرعان ما تجلت ملامح الانتقام الطائفي على خلفية مقتل زعيمهم “حسن نصر الله”، وذلك خلال قيامهم بأفعال ترهيبية، والاعتداء بالضرب على اللاجئين السوريين في لبنان، ولم يسلم السوريون أيضًا في بلدهم الأم من تلك الاعتداءات، حيث قام مؤيدو الحزب بإطلاق النار في وسط الأحياء السكنية في مدينة حمص، وترويع المدنيين الآمنين والاعتداء على المارة بالضرب، وهذا ما دفع “الائتلاف الوطني السوري” للتحذير من التحريض الطائفي وممارسة الانتهاكات بحق السوريين القاطنين في مناطق سيطرة النظام السوري.
تحذيرات من خطر ممارسة الانتهاكات الطائفية
أدان “الائتلاف الوطني السوري” في بيانه الصحفي الذي نشره يوم الاثنين30 أيلول من الشهر الفائت، الممارسات والانتهاكات الطائفية والعدائية التي قام بها أتباع ومؤيدو ميليشيا “حزب الله” اللبناني، في سوريا ولبنان بحق السوريين، ومشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات “تحمل رسائل الحقد والكراهية للتحريض ضد المدنيين الذين يقطنون ضمن مناطق سيطرة النظام وداعميه والميليشيات الطائفية في سوريا”.
وحذر “الائتلاف الوطني” من خطر الانتهاكات وتداعيات من ممارسة الخطاب الطائفي ضد السوريين، معتبرًا أن هذه الممارسات ليست إلا حركات استفزازية، وأن تلك الانتهاكات تشكل خطرًا على حياة السوريين وتنعكس سلبًا على أمنهم وسلامتهم وتؤجج من حركات التحريض ضدهم في مناطق سيطرة النظام والميليشيات الطائفية الإرهابية المدعومة منه ومن النظام الإيراني، كما تزيد وتعزز منهج الاستبداد والقمع ضد المدنيين الذي يتبناه النظام بدعم كامل منه ومن إيران”.
وأكد أن اللاجئين السوريين في لبنان، والمدنيين المقيمين في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد بالشراكة مع حزب الله اللبناني في سوريا، أنهم يتعرضون لخطر شديد إزاء الانتهاكات التي تُمارس بحقهم، ولا سيما في ظل استمرار حملات الخطاب الطائفي والتحريض على العنف ضدهم، وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي يشارك فيها شخصيات معروفة بولائها ودعمها للمشروع الإيراني.
رسائل للمجتمع الدولي وللأمم المتحدة
وطالب “الائتلاف الوطني” في بيانه المجتمع الدولي ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات فعالة وعاجلة لحماية اللاجئين السوريين في لبنان وتأمين مناطقهم من أي أعمال عسكرية لتوفير بيئة آمنة لهم تكفل أمنهم وسلامتهم، كما شدد على وقف التحريض الطائفي الذي يمارسه النظام وحلفاؤه ضد المدنيين، داعيًا إلى تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالشأن السوري للوصول إلى حل سياسي يضمن أمن واستقرار سوريا في المستقبل.
ومن جانبه، وجّه رئيس “هيئة التفاوض السورية” بدر جاموس اليوم الاثنين 30 أيلول الفائت، رسالة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، حملت في طياتها طلب التدخل العاجل مع الجهات الدولية المعنية لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين وحمايتهم في لبنان، والتي اشتدت بعد مقتل زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني.
وتجدر الإشارة إلى أن اللاجئين السوريين في لبنان والمقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري وحلفائه من ميليشيا حزب الله اللبناني، يعيشون حالة من القلق والخوف وعدم الأمان إزاء أي تصعيد محتمل ضدهم، نتيجة استمرار الانتهاكات والاعتداءات بحقهم، وارتفاع حدة الخطاب الطائفي من قبل مؤيدي الحزب سواء في لبنان أو في بلدهم الأم، ويأتي ذلك وسط غياب تام للسلطات الأمنية للنظام الذي يساهم بتعزيز تلك الانتهاكات بشكل مباشر، ويقف متفرجًا صامتًا حيال ذلك، دون أي تحرك ملحوظ لحماية المدنيين في مناطقه.
اقرأ أيضاً: مسرح الدمى طريقة جديدة لنشر التوعية