سوريا

انتهاكات في قرية ياخور وسط تعتيم إعلامي: قيادة الفرقة تنفي التهم الموجهة إليها

انتهاكات في قرية ياخور وسط تعتيم إعلامي: قيادة الفرقة تنفي التهم الموجهة إليها

في حادثة جديدة ضمن سلسلة الانتهاكات التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة فرقة “السلطان سليمان شاه” المعروفة بـ”العمشات”، المنضوية ضمن القوة المشتركة التابعة للجيش الوطني السوري تحت إشراف الحكومة السورية المؤقتة، أُصيبت كل من السيدة “نجاح جابو”، السيدة “جيهان عيسو”، السيدة “صديقة حنان”، والسيد “رشيد حنان” على إثر قمع لمظاهرة سلمية في قرية ياخور “كاخرة” التابعة لناحية معبطلي في ريف عفرين شمال حلب.

خرجت المظاهرة احتجاجًا على فرض إتاوة بقيمة 8 دولارات على كل شجرة زيتون يملكها مغترب، بالإضافة إلى إجبار المدنيين بقوة السلاح على التنازل عن الوكالات الموكلة لهم من أقربائهم لصالح الفرقة. جاءت المظاهرة للتعبير عن غضب الأهالي تجاه هذه الإجراءات التي فرضتها الفرقة على أرزاقهم، إذ يُعد محصول الزيتون مصدرًا رئيسيًا للدخل في المنطقة، مما زاد من حدة الاحتجاجات بشكل كبير.

قوبلت المظاهرة بإطلاق الرصاص الحي وقمع المتظاهرين من قبل عناصر فرقة “السلطان سليمان شاه”. بعد وقوع الحادثة، فرضت الفرقة حصارًا خانقًا على القرية، مع وضع طوق أمني محكم حولها. كما تم قطع خدمة الإنترنت ومنع الدخول والخروج من قرية كاخرة، مع إعلان حظر التجول عبر مكبرات الصوت في جامع القرية، في محاولة لمنع تسرب الأخبار والمعلومات إلى الخارج والتعتيم على الانتهاكات التي تعرض لها السكان.
علاوة على ذلك، أكدت مصادر خاصة لوكالة الصحافة السورية أن الفرقة منعت خروج المصابين من القرية، وأن النساء المصابات لم يتلقين العلاج نتيجة تعنت الفرقة في السماح بخروجهن لتلقي العلاج في عفرين. وتخشى قيادة الفرقة من أن يتم تصوير الضحايا أو كشف الانتهاكات بشكل علني.

من جهتها، تواصلت وكالة الصحافة السورية مع مدير المكتب السياسي وممثل فرقة “السلطان سليمان شاه” في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، السيد معتز رمضان. وقد صرح قائلًا: “نود أن نوضح وننفي بشكل قاطع كل ما يتم تداوله حول جمع إتاوات في قرية ‘كاخرة’ بريف عفرين، كما نؤكد أنه لم تقع أي إصابات داخل القرية.
الحقيقة أن ما حدث لم يكن سوى مشاجرة بين عائلتين، وقد تدخلنا كقوة مشتركة لفض النزاع وإعادة الأمور إلى نصابها.
وأضاف رمضان أن المشكلة تم حلها بشكل سريع وكامل، وما يُشاع عبر وسائل الإعلام هو محض افتراء ولا يمت للواقع بصلة. نهيب بالجميع توخي الدقة والمسؤولية في نقل المعلومات، وعدم الانجرار وراء الشائعات المغرضة، ولمن يرغب في التأكد، بإمكانه زيارة المنطقة بنفسه ورؤية الحقيقة بعينه.

مدير المكتب السياسي وممثل فرقة "السلطان سليمان شاه" في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، السيد معتز رمضان

من جانب آخر، أكدت مصادرنا أن الفرقة جلبت بعض الإعلاميين الموالين لها لتصوير القرية وكأن الحياة فيها طبيعية ولا توجد أي مشاكل. كما نشر مقربون من الفرقة تسجيلًا صوتيًا لشخص يدّعي أنه مختار القرية، يتحدث فيه عن أن الحياة طبيعية ولا توجد مشاكل في القرية. وفي الوقت ذاته، تم نشر مقطع مسجل لقيادة الشرطة العسكرية في عفرين من داخل منزل امرأة مسنة، كانت بعض مواقع التواصل قد نشرت أنها قُتلت على يد عناصر الفرقة.

أيضًا، نُشرت صور تُظهر انتشارًا مكثفًا للشرطة العسكرية في القرية، علمًا بأن قيادة الفرقة ادعت أن ما حدث هو مجرد مشاكل عائلية. فما هو سبب انتشار الشرطة العسكرية إذا كانت المشكلة عائلية وتُعتبر قضية مدنية؟
تأتي هذه الأحداث ضمن تصاعد الانتهاكات في المنطقة، حيث يواجه المدنيون ممارسات قمعية وفرض إتاوات تفاقم من معاناتهم الاقتصادية، في ظل غياب كامل للمحاسبة وتصاعد التوتر في عفرين وريفها.

اقرأ أيضاً: تعزيزات عسكرية ولوجستية لقوات التحالف الدولي شمال الحسكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى