الغارديان محاولة إعادة تأهيل الأسد “أمر مخز تماما”
تناولت الصحف البريطانية العديد من القضايا الشرق أوسطية والدولية، بما في ذلك بعض المساعي العربية لـ إعادة تأهيل الأسد والنتائج غير الحاسمة للانتخابات التركية، في حين يقاتل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لبقاءه السياسي.
في صفحة الرأي بصحيفة The Guardian، نجد مقالًا لسيمون تيسدال بعنوان “أكثر من 300 ألف مدني سوري قتلوا، ومحاولة إعادة تأهيل الأسد أمر مخزٍ تمامًا”. يشير الكاتب إلى أن محاولة إعادة التأهيل المروعة لنظام بشار الأسد، التي تم دعوة الرئيس السوري بحرارة لحضور قمة جامعة الدول العربية هذا الأسبوع في المملكة العربية السعودية، تبدو منطقية للحكومات العربية، إذ تأمل في تقليل اعتماد دمشق على إيران، وتشجيع اللاجئين على العودة، ووقف تهريب المخدرات التي تدعمها الدولة، واستفادة من جهود إعادة الإعمار.
ويعتبر الكاتب أنه من وجهة نظر إنسانية، قرار هذه الحكومات مخجل تمامًا، حيث قتل أكثر من 300 ألف مدني منذ أن أطلق الأسد بنادقه في انتفاضة الربيع العربي المؤيدة للديمقراطية في سوريا عام 2011. ومنذ ذلك الحين، هرب حوالي 14 مليون شخص، أي نحو نصف سكان سوريا، من ديارهم، ويعاني معظم الباقين من نقص في الغذاء، وزادت معاناتهم بسبب الزلزال الذي وقع في فبراير/شباط.
يوضح الكاتب أن التقارير الأممية تحذر من استمرار “الاعتقالات التعسفية والتعذيب والاختفاء القسري والوفيات أثناء الاحتجاز”. ويشير التقرير إلى أن “العائدين شهدوا نهب منازلهم ومصادرة ممتلكاتهم”.
يذكر الكاتب أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية، موثقة جيدًا في سوريا. ويرى أنه على الرغم من ذلك، لا يوجد احتمال لمحاسبة الأسد.
يطرح الكاتب تساؤلًا حول سبب عدم وجود تحرك من المحكمة الجنائية الدولية بخصوص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأحداث في أوكرانيا، ولماذا لم تتخذ إجراءات مشابهة ضد “جزار دمشق”.
يشير الكاتب إلى أن بدلاً من محاكمته، يتلقى الأسد ترحيبًا ومكافأة من قبل “الأثرياء المستبدين في الخليج”، الذين يظهرون اهتمامًا أكبر بأسعار النفط والقصور وأندية كرة القدم الكبيرة، بدلاً من اهتمامهم بحياة ورفاهية وحقوق الإنسان للعرب.
يضيف الكاتب أن هذا الأمر لا يتعلق فقط بالدول المجاورة، وإنما يشترك فيه قوى دولية، حيث لم تتدخل الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل مباشر في سوريا في عام 2013، عندما كان بالإمكان أن يتم إيقاف المذبحة.
ويوضح أن هذا سمح لإيران وروسيا بالتدخل وضمان استمرارية نظام الأسد، بدلاً من أن تكون هناك عقوبات غربية تستهدف إسقاط النظام وتحمي المدنيين.
شاهد أيضاً: الأسد يشترط إعادة الإعمار مقابل عودة اللاجئين إلى سوريا