السوريون في المهجر

آلاف السوريين يواجهون الإقصاء والإهمال في لبنان وسط تصاعد الحرب في لبنان

آلاف السوريين يواجهون الإقصاء والإهمال في لبنان وسط تصاعد الحرب في لبنان

مع اشتداد الحرب الإسرائيلية على جنوب لبنان، وجد آلاف السوريين أنفسهم مُستبعدين من خطط الإغاثة والطوارئ، ليس بسبب نقص الموارد، بل فقط لأنهم سوريون. رفضت غالبية مراكز الإيواء في لبنان استقبالهم، ما أجبرهم على اللجوء إلى العراء والحدائق للنوم، في استمرار صارخ للتمييز ضدهم حتى في أصعب الأوقات.

في المناطق الجنوبية، اضطرت العديد من العائلات السورية، بمن فيهم الأطفال، إلى الهروب سيرًا على الأقدام نحو المدن والبلدات الآمنة، وذلك بسبب عدم توفر وسائل النقل أو القدرة على تحمل تكاليف استئجارها.

تجاهل نظام الأسد لأزمة اللاجئين السوريين في لبنان

من جهة أخرى، استمر نظام بشار الأسد في تجاهله لأزمة اللاجئين السوريين في لبنان. ففي خطابه الأخير، أشار إلى السوريين المقيمين في لبنان بوصفهم “مقيمين”، دون تقديم أي مبادرات ملموسة لتسهيل عودتهم. وما زال يُطلب من السوريين الراغبين في العودة إلى وطنهم تصريف 100 دولار أمريكي عند دخولهم سوريا، وهو مبلغ يصعب على الكثيرين تأمينه.

وفي توجيهاته للحكومة الجديدة، ركز الأسد على النازحين اللبنانيين فقط، قائلاً: “يجب أن يكون العنوان الأساسي في هذه اللحظات هو كيف نقف مع أشقائنا في لبنان بكافة المجالات، دون استثناء”. هذا التركيز الحصري على اللبنانيين يعكس التجاهل الواضح لأزمة اللاجئين السوريين المستمرة منذ أكثر من 14 عامًا.

نزوح عكسي نحو سوريا

في مشهد غير مسبوق، شهد معبر “المصنع” الحدودي بين لبنان وسوريا تدفقاً كبيراً للهاربين من لبنان، حيث فرّ السوريون واللبنانيون معًا باتجاه سوريا. بينما كان السوريون قبل سنوات يفرون إلى لبنان بحثًا عن الأمان، ها هم الآن يعودون هاربين من الظروف الصعبة في لبنان. ووفقًا لإحصاءات غير رسمية، بلغ عدد الأشخاص الذين دخلوا الأراضي السورية من اللاجئين اللبنانيين والسوريين العائدين حوالي 22 ألف شخص.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بو حبيب، أن عدد النازحين اللبنانيين قد بلغ نحو نصف مليون منذ بداية التصعيد. كما أشار إلى وجود خطة لإعادة اللاجئين السوريين إلى سوريا.

مأساة اللاجئين السوريين: بين التجاهل والقلق

يعيش اللاجئون السوريون في لبنان حالة من الهلع والقلق، وسط غياب أي جهة تقدم لهم الدعم أو الإرشاد. وبينما يتفاخر النظام السوري باستقبال اللبنانيين الفارين، يواصل تجاهل محنة السوريين في لبنان عبر تسميتهم “مقيمين”، في تقليلٍ واضح من حجم مأساة مستمرة منذ أكثر من عقد.

اقرأ أيضاً: مجزرة الجورة والقصور.. وصمة عار على جبين نظام الأسد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى